يا جذوةَ الرُّوح – قصيدة للشاعر شفيق علي القوسي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
يا جذوةَ الرُّوحِ صُبِّي غضبتي لهبا
فالقهرُ في مهجتي قد زادَني كُربا
يا جـذوةَ الرُّوحِ، هاتي كلَّ قافيـةٍ
وسابقي البوحَ كي تلقَي بِهِ العجبا
مسرى الرَّسولِ يُنادينا ويطلبُنا
ونحنُ في غفلةٍ لم نعرفِ الطَّلبا
لا تسأليني لماذا العُربُ قد خنعوا
لمّا استكانوا ولا تستوضحي السَّببا
ناموا كما نامَ أهلُ الكهفِ قاطبةً
وخالفوا العزَّ، والنَّاموسَ والكتبا
يا جذوةَ الرُّوحِ في قلبي لهيبُ جوًى
“أشكو العروبةَ.. أم أشكو لكَ العربا”
كم سافرتْ نحوَهم كلُّ النُّفوسِ وقد
لقيتُ في سفري من صمتِهم نَصَبا
عادت بخُفيِّ حُنينٍ كلُّ أمنيةٍ
سارت إليهم وعادَ المُرتَجى وكبا
يُعطونَ للّهوِ حتمًا كلَّ سابغةٍ
ويعشقونَ الليالي آهِ.. والطَّربا
نسوا فلسطينَ.. ما عادت تُؤرِّقُهم
أرضُ التَّحدّي تناسوا الحربَ والحَربا
تشكو إلى المجدِ صهواتٌ لهم جمدت
فكلُّ أمجادِهم قد أصبحت حطبا
أمّا السُّيوفُ ففي أغمادِها انكفأت
وأصبحت بعدَ أيَّامِ الوغى خشبا
واحسرتاهُ.. تبدَّى اليأسُ يُغرقُهم
جَورًا.. وينزعُ عن جفنِ العلا الهُدبا
لكنْ.. ورغمَ الأسى لا بدَّ من فرجٍ
يجلو ويشوي العدا يستمطرُ السُّحُبا
وسوفَ تعدو خيولُ العزِّ يتبعُها
سيلُ الأباةِ.. يُزيحُ الهمَّ والتَّعبا
مهما تداعت فلولُ الشَّرِ سوفَ ترى
منّا البراكينَ تطغى تحملُ العطبا
وسوفَ ينتصرُ الأبطالُ في شممٍ
فالحقُّ للصَّلفِ الصُّهيونِ قد غلبا
آهٍ فلسطينُ… ماتت كلُّ مَنقبةٍ
وماتَ كلُّ الذي قد صالَ أو ضربا
حتّى أتت من أقاصي العزِّ صاعقةٌ
تجري لتُحرِقَ من يعتو ومن غصبا
جاءت كسيلِ الرُّبى يجتثُّ كلَّ أسًى
ويمنحُ الرَّوضَ ما يزهو وما طلبا
كانت حماسُ لها النَّبضَ العليَّ فلا
ترى عليها سوى الطُّوفانِ قد وثبا
طوفانُ عزٍّ أتى يُحيي القلوبَ فما
في عزمِهِ غيرَ شمسٍ ترسلُ اللّهبا
طوفانُ عزٍّ تحدَّى كلَّ معضلةٍ
أزاحَ عن فخرِنا الآهاتِ والتَّعبا
مضى يشقُّ جموعَ المعتدينَ فما
ترى العدوَّ إلى السِّردابِ قد هربا
لا غالبَ اليومَ إلّا اللهُ خالقُنا
ووحدَهُ من بساحاتِ الوغى غلبا
أبطالُ عزٍّ لهم في العزمِ سابقةٌ
يمزِّقونَ العدوَّ الغاصبَ اللجبا
ويمسحونَ عنِ الأقصى مواجعَهُ
ويقطفونَ العلا الميمونَ والشُّهبا
فكلُّ إشراقةٍ تشدو لهم شغفًا
وكلُّ فخرٍ بهم في أرضِنا وثبا
يا جذوةَ الرُّوحِ لن تخبو مشاعلُنا
فغزَّةُ اليومَ تمحو الهمَّ والكُرَبا
فيها الرِّجالُ وفيها النَّصرُ محتزمٌ
لن تستكينَ ولن تستصرخَ العَربا
يا جذوةَ الرُّوحِ صُبّي غضبتي لهبا
تحيا حماسُ تُرينا الفخرَ.. والعجبا
https://palfcul.org/?p=9783 :الرابط المختصر