“ويَبقى الوطن” – قصيدة للشاعر حسن محمد العمراني مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
[إلى شهداء فلسطين]
دَعُوني أجوبُ البقاعَ
بهذا الوطنْ
وأنبشُ كلَّ الحدودِ
وأمسحُ من طوقِ رأسي
حطامَ المدنْ
فقد ماتتِ اليومَ “شيماءُ”
دُونَ انبلاجِ الصَّباحِ
وما زِلْتُ عنها
أقصُّ الوجوهَ
وبينَ الأصابعِ
ينسَلُّ منّي
ويسقطُ عفواً
قميصُ الكفنْ
وقد ماتَ حلمٌ جديدٌ
تَولَّى
ووجهٌ تَجلَّى
وخالفَ كلَّ بنودِ الرَّحيلِ
وكلَّ طقوسِ الزَّمنْ
فمن يرتقُ النَّبضَ
في القلبِ غضّاً
وما زالَ ينطقُ
بالحبِّ وصلاً
و”شيماءُ” غابتْ
عنِ النَّاظرينَ
ودكَّ الفؤادَ
دبيبُ الوَهَنْ؟!
ومَن ينصبُ الدَّارَ ثانيةً
من ركامِ الحصى
ويجمعُ ما قد تناثرَ
من ماءِ كُلِّ الوجوهِ
وينسجُ خارطةً
من بقايا البيوتِ
وبئراً
وبعضَ الجِرَارِ
وبعضَ الخيامِ
وبعضَ المؤنْ؟
ومَن يضربُ الآنَ
حولَ الجوارِ سياجاً
ولافتةً تستميلُ فؤادَ العدوِّ
وتُعمِي القلوبَ
عنِ القابعينَ
بهذا السَّكَنْ؟!
فقد غابتِ اليومَ “شيماءُ”
أوْ قُلْ “محمَّدُ”
“رازانُ”
بَلْ “أشرقَتْ”
ثمَّ تأتي “وفاءٌ”
و”رهْفٌ”
وحبَّةُ عينِ الثَّكالى
منَ الأمَّهاتِ
و”درَّةُ” مَن قد تَلظَّى
بنيرانِ هذا الكيانِ العَفِنْ
فلا تستثيروا الغبارَ
على وجهِ شيماءَ
قهراً
فقد ضَرَبَتْ موعداً للقاءِ
وقد خبَّرتْني مراراً
بأنِّي مُرافقُها في عدنْ
وقد نبَّأتْني
بأنَّ العصافيرَ يوماً
ستغدو بِطاناً
وتمرحُ طوعاً
على قبَّةِ المُعتدينَ
وتمطرُهم بالمحنْ
فلا تحرموني
وداعاً أخيراً
فقد يَصْدُقُ الوعدُ
بين الأخلَّةِ
والصُّبحُ يأتي
بما يُثلجُ الصَّدرَ
حتّى تَقَرَّ الجفونُ
وتمسحَ عن كاحليها
دموعَ الحَزَنْ
https://palfcul.org/?p=9284 الرابط المختصر