وصية طفل فلسطيني – قصيدة للشاعر مرتضى التميمي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
لا بيتَ عندي لأدعوكم إلى الأكلِ
خَبتْ بيوتي وغابتْ كالمُنى أهلي
ولا صواعي بهِ الأنخابُ سائلةٌ
عن الضُّيوفِ فيسقيهم منَ الطَّلِّ
أنا غريبُ بلادي، ليس يعرفُني
سحابُها، ليعي تغريبةَ الظِّلِّ
حتّى النُّجومُ تغطّي الوجهَ حينَ ترى
تشبُّحي في مساءٍ متعبِ الشَّكلِ
سأرحلُ اليوم، قلبي لا يطاوعُني
بأنْ أظلَّ سؤالاً دونَما حلِّ
إلى الكهوفِ إلى الغاباتِ حيثُ أرى
سكينتي في جيوبِ العالمِ السُّفلي
أحدِّثُ اللهَ من قلبٍ بداخلِهِ
يحجُّ ألفُ وليٍّ دونَما كَلِّ
قلبٌ كبيرٌ بحجمِ الخلقِ تعرفُهُ
كلُّ القلوبِ فتُبدي وجهها النصلِيّْ
بينَ الخفافيشِ لا أخشى تجمهرَهم
معَ الرُّطوبةِ والدِّيدانِ من حولي
نموتُ!؟ حتماً ولكن في قرارتِنا
الموتُ حرّاً يضاهي العيشَ بالذُّلِّ
هناكَ لا ليلَ.. لا صبحٌ يشاغلُني
الوقتُ يسقطُ من كينونةِ العقلِ
لا أرضَ لا بيتَ لا جيرانَ لا أسفٌ
على الشِّفاهِ ولا الإحساسِ بالغِلِّ
أنا وتقطيرُ ماءٍ لستُ أفهمُهُ
وليسَ يفهمنُي لكنَّهُ خلّي
سمعتُ منهُ أساطيراً مفسِّرَةً
بعضَ الغموضِ لتمحو حقبةَ الجهلِ
سمعتُ أنَّ نبيّاً عاشَ مغترباً
عنِ الحياةِ ليَهدي ملّةَ النَّملِ
سمعتُ أنَّ حروباً تحتَ عالمِنا
تدورُ منذُ ابتكارِ الصلبِ والسَلِّ
من كوكبِ الجنّ تهمي كلَّ ثانيةٍ
سفينةٌ تمزجُ النِّيرانَ بالرَّملِ
وبعدَما تنتهي تحمي مُركَّبَها
وتبتدي رحلةً للعالمِ الفعلي
ترى العُجابَ وأكلَ النَّاسِ بعضَهمُ
والقتلَ والغدرَ والتَّقطيعَ للطِّفلِ
تغتاظُ أحجارُها فالرَّملُ يدفعُهم
ليصرخوا في ضميرٍ سيِّئِ السُّؤلِ
عسى، لعلَّ، وليتَ النَّاسَ تدركُ
إحساسَ التُّرابِ وتنسى شرعةَ القتلِ
https://palfcul.org/?p=11246 رابط مختصر