3 November, 2024

مَن الذي يُقاوِم؟! – قصيدة للشاعر أحمد السرساوي

مَن الذي يُقاوِم؟! – قصيدة للشاعر أحمد السرساوي ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”

 

مَنِ الذي يُقاومْ؟

ومنْ يثُورُ عندَما تَثُورُ في الفَضَا الدِّمَاءُ

والفَضَا مُسالِمْ؟

مَن الذي يُعيدُ تلوينَ التُّرابِ..

بعدَمَا تَمزَّقتْ سماؤُهُ

بخنجرٍ يُساومْ؟

ومن يقولُ:

إنَّ مَوتَ المعدَمينَ حقُّهمْ؟

أيَحسَبونَ أن يَقولوا آمَنُوا..

وهمْ بهِ لا يُفتَنونْ؟

تَباركَ الذي يقولُ للضِّياءِ: “كُنْ”.. يكونُ

هلْ يقولُ النورُ:

إنَّ الظُّلمَ في عرشِ الظَّلامِ دائمْ؟

منِ الذي يُقاومْ؟

…………………….

مَن الذي يُقاتلْ؟

ومَن يُعاهِدُ السَّماءَ أنَّ غَيثَها

يكونُ الماءَ..

لا القنابلْ؟

وكيفَ يستطيعُ هذا الحزنُ

أن يُودِّع السَّماءَ..

والضَّبابُ لا يزالُ.. يُعلِنُ الظَّلامَ..

والظَّلامُ لا يزالُ.. يرفُضُ السَّلامَ..

والسَّلامُ لا يزالُ..

في ضَمِيرِ هَذِي الأرضِ ثاوياً.. لها يُسائِلْ:

منِ الذي يقاتلْ؟

تَطيرُ في الآفاقِ تَرتيلاتُ حزنِ النَّاسِ..

مِنهَا ما يَدكُّ هولُهُ الجِبالَ..

بل تَشيبُ من غيومِهِ السَّنابلْ

ويَرتَعُ النَّعيقُ في الفضاءِ

حيثُما يَشاءُ..

والهديلُ يُعلنُ السَّماءَ قِبلةَ الحياةِ..

فالنَّعيمُ إنْ يُصاحبِ الخنوعَ زائلْ..

فمَنْ إذنْ يقاتلْ؟

ومَنْ يعِي براءةً للذِّئبِ..

مِن دمِ ابنِ يَعقوبَ الذي..

تَفَرَّقتْ دِماهُ في القَبَائلْ؟

تُرى سَيبحَثُونَ عن قميصِهِ في ” البئرِ”..

أمْ في ” السوقِ”.. أم في ” المجلسِ” المقاولْ؟

وهل يفرِّقُ الذين يَشهَدُونَ الزُّورَ..

بين ظَالمٍ وعَادلْ؟

مَن الذي يُقاتلْ؟

………………..

إلى مَتى..

نُخبِّئُ الدُّخانَ في جُيُوبِنَا..

حتَّى إذا تَقابَلَ الرِّفاقُ..

يَصنعونَ مِنهُ جُثةً للحُبِّ

– رَغمَ حُبِّنا –

ومِن نَدَى قُلوبِنَا مَقَابرْ؟

إلى مَتى..

سيَنـزِغُ الشَّيطانُ بينَنَا وبينَ إخْوةٍ

يَرَونَ مَا نَرى..

ولكنْ خَلفَ بابِ بيتِنَا وبيتِهِمْ مُقامِرْ

إلى مَتى..

يَصيرُ قاطعُ الطريقِ في عُيونِنَا مُهادِناً

ومَنْ يلوذُ بالفرارِ منهُ فَاجِرْ؟

وكيفَ نسْتعيذُ بالشَّيطانِ من إخْوانِنَا؟

وكيفَ من يحاربُ الشيطانَ..

يَستَوي لَنَا بِكَافِرْ؟!!!

إلى مَتَى؟

نَحتاجُ في تَراحُمِ القُلوبِ بينَنَا

إلى مَعَابرْ؟

فَهَل تُرَى..

سَيسْتطيعُ أن يَطيرَ

وَسْطَ هذهِ الغُيومِ – طَائرْ؟

إلى متَى بذنبِنَا نُجَاهِرْ؟

إلى مَتَى بذنبِنَا نُجَاهِرْ؟

https://palfcul.org/?p=8851     : الرابط المختصر

Font Resize