16 March, 2025

ملاكٌ شهيد – قصيدة للشاعرة هالة فغرور

ملاكٌ شهيد – قصيدة للشاعرة هالة فغرور مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”

ملاكٌ جميلٌ يغنّي أمامَ الرَّصيفْ

يغنّي صباحًا مساءً بصوتِ الرَّغيفْ

يغنّي بكائي دمائي كثيرُ الهطولْ

أعيدوا الطُّفولهْ

أعيدوا الخصوبهْ

وصوتَ النِّساءْ

أعيدوا الوطنْ

أعيدوا الدِّماءَ ولونَ السَّماءِ ودمعَ الشِّتاءْ

وصوتَ المناجلْ

ويومَ الحصادْ

أعيدوا بهاءَ الحقولْ..

أعيدوا الظَّلامَ إلينا

ربيعَ الكلامِ وفصلَ الخريفْ

ملاكٌ شهيدٌ يغنّي بصوتِ الحريقْ

وكانَ سعيدًا حزينًا كجوِّ الخريفْ

بلونِ الزُّهورِ.. بلونِ الدِّماءِ..

وصوتِ الدُّموعِ يغنّي كنجمٍ تراءى

وفوقَ الضُّلوعِ

يعيدُ الرَّصاصُ الحكايهْ

وخصلةُ شعرٍ لتلكَ الشَّهيدهْ

وشيخٌ كواهُ الهرمْ..

ينوحُ حزينًا كدمعٍ..

بريئًا كطفلٍ

بلونِ الرَّمادِ وذوقِ المدادِ وصوتِ الرَّصاصِ

يغطّي الشَّهيدْ

ويبكي الرَّضيعْ

يُعادُ لحضنِ الثَّكالى

يعودُ كوجهٍ وديعٍ علاهُ التُّرابْ

بدفءِ الرَّذاذِ اللطيفِ عليهِ

تراهُ العيونُ كسيحًا مليئًا جراحًا

فيحنو عليهِ الرَّصيفُ وقلبُ الطَّريقْ

تخافُ القططْ..

تموءُ

فيعصفُ قصفٌ كثيرُ الرُّؤوسْ..

عيونٌ كبيرهْ

بلادٌ حزينهْ

علاها الغبارُ وبعضُ الطُّقوسِ العجيبهْ

فذاكَ يداهُ تطيرُ

وجسمٌ أزيزٌ وقلبٌ يخورْ

وأمٌّ تفيضُ أسىً إذ تثورْ..

وقلبُ عجوزٍ ضعيفٌ تداعى

تئنُّ عصاهُ… بكاهُ المكانْ

بكتهُ خدودٌ.. بكاهُ الجدارْ

بكتهُ النِّساءُ… بكاهُ الوداعُ الخرابْ

يكادُ فؤادي يذوبُ لهولٍ رآهْ

يراهُ الملوكُ دمًى

وصوتُ البهاءِ

يراهُ حديثَ المقاهي فيهفو حديثي

ونحنُ نراهُ حصارًا.. حصارَ السَّعيرْ

يكادُ الرَّضيعُ يقولُ:

فذاكَ اللعينُ يريقُ الدِّماءَ ويتلو

وطفلٌ صغيرٌ يقول: إلهيَ صبرٌ وجبرُ

بلادُ الطُّيورِ.. بلادُ الزُّهورِ.. مع البرتقالِ الحزينْ

ستخضرُّ أرضٌ وفيها نسيرْ

وفيها نحبُّ وفيها نطيرْ

   https://palfcul.org/?p=11077رابط مختصر

Font Resize