لم ننتظرْ…
والقدسُ في أيدي الغزاةِ ترنَّحت،
والخيلُ في هذا الضَّريحْ،
والطِّفلُ في طرقاتِنا يضحكْ…
وباقي العمرِ في نغمٍ جريحْ،
ومقابرُ الشُّهداءِ تهتفُ في المنابرِ
أنَّنا أملٌ ذبيحْ
أينَ اختفى فرسانُنا؟
قالوا بأنَّ السَّيفَ…
في الماضي يحاصرُهُ الغزاةْ،
قالوا بأنَّ الفارسَ المغوارَ
قد فقدَ الحياةْ،
ويعودُ جثَّهْ
هامدهْ،
لا شيءَ فيها غيرَ أوراقِ الخريفْ.
قالوا بأنَّ القردَ أصبحَ سيِّدًا،
فسألتُهم:
أينَ الحفيدُ الفارسُ المغوارُ؟
قالوا: انكسرْ.
أين الرِّجالُ الحقُّ والسَّيفُ العنيفْ؟
أينَ الخيولُ الجامحهْ؟
أينَ القمرْ؟
وسجدتُ فوقَ الرَّملِ ألعنُ وحدتي،
فوجدتُ في غمدي… قدرْ.
لم ننتظرْ…
والفارسُ المغوارُ جثَّهْ
هامدهْ،
وحفيدُهُ…
يلقى حطامَ الذُّلِّ في صمتِ الحجرْ،
باقٍ يعانقُ سيفَهُ…
لكنَّهُ المصلوبُ في ظلِّ القمرْ.
الفارسُ المصلوبُ ناحَ على الزَّمنْ،
باعوا المصاحفَ والمساجدَ والوطنْ،
تبكي المآذنُ والمساجدُ ثمَّ تسألُ عنْ أحدْ،
كي يقتلَ الموتَ العقيمْ
ويحرِّرَ الفرسانَ من سجنِ الجسدْ.
شابٌ يقودُ الحربَ في زمنِ الفسادْ،
فالفارسُ المصلوبُ في ليلٍ مخيفْ
ما عادَ يشعرُ بالجسدْ…
وإلى الأبدْ.
ما عادَ يشعرُ غيرَ أنْهُ يرتعدْ،
ما عادَ يشعرُ غيرَ أنْهُ يبتعدْ،
فيعودُ ينظرُ للأفقْ…
ما منْ أحدْ.
رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=12568