سئمتُ مراجيحَ المدادِ، قدِ اشترى
غوايتَهُ وقتَ الجراحِ وأنكرا
فلسطينُ يا شمسًا تلظّتْ بوهجِها
أصلّي بمحرابٍ تولّى وأدبرا
يقولُ صفوفي إنْ عددْتَ رجالَها
حسِبتَ اعْتِكافَ القدسِ أمنًا ميسّرا
تظلُّ السَّواري تشْتكي منْ سُكوتِهمْ
ولمّا هوتْ صاحتْ حصاةٌ أنا الثّرى
أقومُ اللّيالي والأكُفُّ تضرُّعٌ
وصوْمي جريحٌ ما دعاني لأُفطِرا
تضيقُ بيَ الأيّامُ، أسقُطُ شَذْرةً
كحرفٍ بنارِ الشِّعرِ قدْ شقَّ معبَرا
ودمعُكِ يا قُدسَ الهوِيّةِ حارقٌ
شرِبتُ حساهُ حنظَلا بلْهَ أسْطُرا
أصيحُ بهذا الدَّهرِ ما بالُ أمّةٍ
تلاشتْ كما ندْفٍ مطيرٍ تعذّرا
تُؤرِّقني أسقامُ حِكْمةِ سائلٍ
وتُرشِدُني أنداءُ عجزٍ تستَّرا
أداعبُ جورَ اللَّيلِ أرْوي حِكايةً
تزفُّ الكَرى سهلًا إليهِ لأجْهرا
أمَا آنَ للْفجْرِ المُؤجَّلِ أنْ يعِي
تفاصيلَ سِرٍّ بعدَ صخرٍ تفجَّرا
معي وعدُ ربِّي كيْ نفوزَ بمُنيةٍ
يقينٍ يصدُّ الكيدَ لا، لنْ أتعثَّرا
معي سِفْرُ ربِّي زادَ روحٍ يصونُني
ويَحرقُ سُمَّ اليأسِ كيْ أتطّهرا
وحُلمي انتِصاراتٌ تقودُ كوامِنًا
إلى حيثُ أسْرى الحبَّ قلْبي وكبَّرا
وبي منْ تلاوينِ الهُيامِ ذخائرٌ
إذا أسْفرتْ تُنسيكَ عبْلًا وعنْترا
لِتُنْصَلْ سُيوفُ العِشقِ إنَّ مَعارِكًا
بِكَيِّ جُموحِ الحُبِّ تأْسدْ لِتزْأرا
فليْتَ قَصِيدي يبْعثُ الحُرَّ عازِمًا
وليْتَ الشَّظايا لُحْمةٌ عَنْوةً تُرى
صَهيلُ الأَماني يمْتطي صَهْوةً ولي
نَواجِذُ من يحْتاجُ قلْبًا مُبَشَّرا
أمَا آنَ للْبيْداءِ أنْ تزْرعَ الفَلا
أمانًا بِصَدْرِ الأرْضِ ينْمو مُشجَّرا
أمَا آنَ للْماءِ الزُّلالِ برقْصةٍ
خَريرٍ يُغنِّي: بيتُ السَّلامِ تحرَّرا