6 December, 2024

مديحُ غَزّة – قصيدة للشاعر حسني الإتلاتي

أجيءُ كأنَّ الحياةَ انتهت

 وأمضي كأنَّ النَّهارَ ابتدا

وأطلبُ ثأري مِنَ الغاصبينَ

 فألقى جميعَ الرِّفاقِ عِدا

وحاشا أخي ابنَ أُمّي الذي

 يراني حزينًا فيبكي فِدا

فلا صاحبٌ حينَ أبكي يراني

وأخرجُ كالوردِ تحتَ النَّدى

على العهدِ يا أمُّ يمضي فتًى

 نبيلًا وكلُّ الليالي مُدى

ولا ضيِّقٌ والليالي تضيقُ

ولا فرحٌ بانفساحِ المدى

على العهدِ يا أبتي سيِّدٌ

ضحوكٌ إذا ما دعاني الرَّدى

سأفتحُ بابيَ للغائبينَ

وأطرقُ علَّ يُجيبُ الصَّدى

أنا نخلةٌ قطعوها الرِّفاقُ

وما زال ظِلِّي يَمُدُّ اليدا

وحيدٌ وأهلي على كثرةٍ

وأملكُ خمسين -لي- بلدا

هوَ العصرُ يا صاحبي سيِّئٌ

تَتَاهمَ ذا الفردُ أو أنجدا

مدحتُ منَ الأرضِ أرضًا مشت

إلى عزِّها تُشبهُ الأسدا

هنا غزّةٌ وبِها عصبةٌ

يقولونَ للكفرِ لن تُعبَدا

يموتونَ لا يقبلونَ الهوانَ 

وكم ميِّتٍ حُقَّ أن يخلدا

مَحا العارَ عنّا بنوها الكرامُ

وحُقَّ لنا العارُ أن يُرتَدى

تركناهمُ وحدَهمْ للجحيمِ

 وقلنا ارتضينا بأنْ نقعدا

مضوا كالسُّيوفِ الصِّقالِ الصِّقالِ

وكم يُحمَدُ السَّيفُ إن جُرِّدا

يضمُّون صفًّا وما فِرقَةٌ

 إذا اتّحدت يصطفيها الرَّدى

ولا تسمعوا قولَ من خُلِّفوا

وقالوا اذهبوا ذي الحروبُ سُدى

هيَ الحربُ من تركوها استُذِلُّوا

هوَ النَّصرُ منْ طاقَ أن يصمدا

فهُبّوا لها رجلًا واحدًا

ولو مُتُّمُ واحدًا واحدا

خذوهم إذا ما ثقفتُم طحينًا

أديروا رحاكم فَهُم من بدا

وما الرُّوحُ إلا بأمرِ المليكِ

وقد يُقرِبُ الموتَ أن تَبعدا

هوَ المَجدُ في غزّةٍ أهلُهُ

وبِاسْمِهمُ المجدُ فخرًا شَدا

إلى ساحةِ البشرياتِ انتبهنا

وسرْنا لِنستنجزَ الموعدا

إذا قطعوا الكفَّ كِتْفي معي

وإن قطعوا الرَّأسَ قلتُ فِدا

أنا ابنُ البلادِ التي حولَها

مباركةُ اللهِ لن تنفدا

ورثتُ البلادَ قُبَيل البلادِ

تسمّى ومن قبلِ أن تُولدا

أنا الأمسُ قبلَ ابتداءِ الزَّمانِ

ومن يملكِ الأمسَ حازَ الغدا

إلى نصرِها أمَّةٌ تَخِذت

لها اللهُ والمصطفى قائدا

إذا لم تكن حربَ مُعتَقَدٍ

فأيَّ لواءٍ تُرى عاقدا

فيا غزّةَ المجدِ فلتسلمي

لغيركِ لم نبتغِ المَقصِدا

  https://palfcul.org/?p=12551رابط مختصر

Font Resize