ما قاله حنظلة لطوفانِ الأقصى – قصيدة للشاعر جمال رميلي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
للعزْمِ منطِقُهُ لمَّا بهِ جئْتَا
فكُنتَ مِصْباحَنا كانَ المَدَى زَيْتَا
وكُنْتَ طُوفَانَنَا المَوعُودَ منْ زمَنٍ
عَلى جَهَنَّمِهِمْ بالوَعْدِ أمْطَرْتَا
كنْتَ الوُضُوحَ الذي هلَّتْ موَاسِمُهُ
إذْ أشرَقَتْ رُوحُكَ الحُبْلى بِما رُمْتَا
كَانَ التُّرَابُ صَبُورًا فِي تَحَمُّلِهِ
كَانَ الشَّهِيدُ يُنَادِي والنِّدَا أنْتَا
فَوْقَ الكَلامِ صبَبْتَ الفَخْرَ فِي دَمِنَا
ولمْ نَجِدْ فِي مَعَانِينَا لكَ النَّعْتَا
مسَحْتَ عنْ أعيُنٍ مَا كانَ يُرْمِدُهَا
وعَنْ قُلوبٍ خَلعْتَ الغُبْنَ والكَبْتَا
زالَتْ بِمَقْدَمِكَ الأوْهامُ وانْحَسَرَتْ
صَوْبَ الأُفُولِ وكانَ الحَقُّ ما قُلتَا
كُلُّ القَصَائِدِ أهْدَتْنَا مَحاسِنَهَا
لمَّا قَوَافِيكَ قَالَتْ للوَغَى: هَيْتَا
لمَّا اجْتَبَاكَ لهُ تَشْرينُ موْعِظَةً
وصَاغَكَ الفِعْلُ لا القَوْلُ الذِي عِفْتَا
كُنَّا نَسِيرُ ومِلءُ الدَّرْبِ غَفْلتُنَا
وظُلمَةُ القَصْدِ قد بَاتَتْ لنَا الوَقْتَا
كُنَّا كمَنْ تَاهَ عُمْرًا دُونَ بَوْصَلةٍ
كَانتْ حَياةً صَبَغْنَا وجْهَها مَوْتَا
حتَّى أتَيْتَ تَبُثُّ الضَّوْءَ فِي دَمِنَا
تُرَقْرقُ المَاءَ تُحْيِينَا كمَا شِئْتَا
أتَيْتَ فالْتَأَمَ الجُرحُ الكَبِيرُ بِنَا
أكَّدْتَ كمْ ذَا شُفَيْنَا حِينَ دَاوَيْتَا
وحِينَ أوْقَدْتَ فِي أحْلامِنَا قَبَسًا
وحِينَ أحْيَيْتَ فِي أعْمَاقِنَا النَّبْتَا
حَبَكْتَ للزَّمَنِ المَرْجَوِّ بَهْجَتَهُ
فَكَانَ للأُمَّةِ الفَحْوَى الَّتِي كُنْتَا
وكُلُّ ملحَمَةٍ لَقَّنْتَ عِبْرَتَهَا
هَا أثْمَرَتْ وأبَانَتْ كيْفَ أبْليْتَا
أزَلْتَ مَسْغَبَةَ الأقْصَى وغُرْبَتَهُ
وصِرْتَ فِي حُزْنِهِ الأحضانَ والبَيْتَا
أوْقَدْتَ جَمْرَ التَّجَلِي فِي مَرَابِعِهِ
ورُحْتَ تُحْيِي بِمَنْفَى صَمْتِهِ صَوْتَا
حَتَّى الحَمَائِمُ فِي أصْفَادِهَا صَدَحَتْ:
مَا عَادَ ثَمَّةَ قَيْدٌ مُذْ تَجَلَّيْتَا
قَدْ آنَ أنْ نَعْتَلِي للمُبْتَغَى قِمَمًا
وآنَ أنْ نَحْضُنَ الشَّمْسَ التِي قُدْتَا
الرابط المختصر: https://palfcul.org/?p=9239