ما ضاع أقصانا الشريف – قصيدة للشاعرة عائشة عبد الله محمد العولقي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
أنا ما كتبتُ لكي أنوحَ فأُعذرا
ما الدَّمعُ يُجدي والكلامُ تبعثرا
ما صغتُها تلكَ الحروفَ رتابـةً
لكنْ لأشعلَ في الفتيلِ فيُزهرا
وهرعتُ نحوَ قصائدي لأبثَّـــها
هل سوفَ تحتملُ القوافي ما جرى؟!
ما نفعُها تلكَ الجيوشُ نعدُّها؟
إن لم تردَّ الغاصبينَ القهقرى
إن لم يحنْ زمنُ الجهادِ ووقتُهُ
فمتى لهُ الزَّمنُ المناسبُ يا تُرى؟!
ما ضاعَ أقصانا الشَّريفُ ولم يهنْ
عبثاً تثرثرُ يا أويغدُ فِي الورى
وبرغمِ أنفِ المعتدينَ وكيدِهم
يوماً سنُعلنُ من منابرِنا السُّرى
وسيُغرقُ الطُّوفانُ كلَّ عتادِهم
وعديدُهم مثلَ السَّرابِ تبخّرا
شتّانَ عزمُ المؤمنينَ وعزمُهم
شتانَ ما بينَ الثُّريّا والثَّرى
لا لن يكونَ القدسُ في أملاكِهم
كلّا وإن نطقَ الخسيسُ وقرّرا
تبّاً لكلِّ البائعينَ دماءَنا
المانعينَ جيوشَنا أن تعبرا
الباعثينَ على القلوبِ ضبابةً
لليأسِ، حتّى نستهينَ ونخسرا
الزَّاعمينَ بأنَّنا مِتنا ولن
يُجدي الدِّفاعُ، وما تقرّرَ سُطِّرا
(فمتى يكونُ النَّصرُ؟) قالوا قبلَنا
واستمكنَ اليأسُ العظيمُ وسيطرا
حتّى إذا الشَّيطانُ أوقعَ بعضَهم
وتبيّنَ الصِّديّقُ مَمّن زوَّرا
فإذا مقاديرُ السَّماءِ تبدّلَتْ
وأتت بشاراتُ الكريمِ فبشَّرا
باعوا النُّفوسَ أولوا الجهادِ وأخلصُوا
واللهُ قد قِبلَ البضاعةَ واشترى
الرابط المختصر: https://palfcul.org/?p=9844