ماذا أقول – قصيدة للشاعر عبد الواحد البلالي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
ماذا أَقولُ وَفي الفُؤادِ وُجــــــــــومُ
وَفَمي الْمُقَرَّحُ بِالْأَسى مَلْجـــــــــومُ
ماذا أَخُطُّ وَفي الْأَنامِلِ جَمْــــــــــرَةٌ
وَالْخَطُّ أَسْوَدُ مُظْلِمٌ مَشْــــــــــــؤومُ
ماذا أَزيدُ وَلا أراكَ مُـهَــــــــــــــــيّأً
لِلْحَمْلِ، يا جَمَلَ الرِّباطِ.. تَصـــومُ
عَنْ كُلِّ قَطْرٍ يُرْتَجى بَعْدَ اللَّـــــــظى
وَأَراكَ بِالدَّمِ مِنْ دِماكَ تَعــــــــــــومُ
وَأَراكَ تَشْرَعُ في القِيامِ بِمَحْمِــــــلٍ
تَنْهارُ مِنْهُ قِواكَ.. لَسْتَ تَقــــــــومُ
ماذا أَزيدُ، وَمَنْ سِواكَ يَقُــــــــدُّني
إِنَّ الْحَبيبَ عَلى الْمُحِبِّ سُمـــــــومُ
ماذا أُضيفُ وَهَلْ تُطيقُ إِضافَـــــةً
لَيْسَ الْمُضافُ عَلى الْمُضافِ يَرومُ
ماذا أُضيفُ عَلى الْقَفا يا مَوْطِنـي
وَمَتى تَحَمَّلَ ظَهْرُكَ الْمَقْســـــــــومُ
تَسْري بِأَقْصى خافِقي لـٰكِنَّــــــــما
بَيْني وَبَيْنَكَ حاجِزٌ وَرُســـــــــــــومُ
دَعْنا نُقاسِمُ ساعَةً أَحْزانَــــــــــنا
دَعْنا فَحُزْني كَالزَّمانِ قَديـــــــــــــمُ
دَعْنا نُقاسِمُ ما أَتَمَّ حُشاشَـــــــــةً
فَلَقَدْ جَفاني مُذْ وَعَيْتُ نَديـــــــــــــمُ
أَنْتَ النِّساءُ النّاهِداتُ لِمَنْ رَجــــــا
فَٱلْأَرْضُ دونَكَ عاقِرٌ وَعَقيـــــــــــمُ
لا تَسْتَمِعْ لِكَلامِ مَنْ شَنَقَ الـــــنَّدى
إِبْليسُ يَنْــــــــــزَغُ بَيْنَنا وَالرّومُ
أَنا مُنْذُ آدَمَ مِنْ جِنانِكَ مُبْعَـــــــــــدٌ
وَكَأَنَّني شَيْطانُكَ الْمَرْجـــــــــــــومُ
لكِنَّني مازِلْتُ أَهْتِفُ مَــــــوْطِني
بِيَدي لَكَ النُّوّارُ وَالْمَشْمــــــــــــومُ
وَجْهُ الْحَضـارَةِ رُغْمَ ما يَحْظى بِهِ
مِنْ زَخْرُفاتٍ – نازِفٌ مَلْطـــــومُ
مِفْتاحُ كُلِّ خَريطَةٍ يَطْـــــــــمو دَمًا
حَيْفا عِظامٌ وَالْفُراتُ لُحــــــــــــومُ
لا تَعْرِفُ الْأَكْوانُ نُطْقَ سَــــــلامِنا
فَسَـــلامُ كُلِّ الْعالَمـــينَ ” شَلُومُ”
وَ” شَلومُ” هذي مِدْفَعٌ وَقَنابِـــــلٌ
في رَدِّها لا يَنْفَعُ التَّكْليـــــــــــــــمُ
خَابَ ٱلنِّظــــامُ ٱلْعالَمِيُّ بِأَسْـــــــرِهِ
وَعَثا الطُّغاةُ وَنافَقَ التَّنْظيـــــــــــمُ
يا خَيْلَ غَـــــزَّةَ قَدْ فَضَحْتِ نِفاقَهُمْ
في كُلِّ شَيْءٍ نِقْمَةٌ وَنَعيــــــــــــــمُ
يا خَيْلَ غَـــزَّةَ نَهْنِهي وَتَسَــــرَّجي
إِنَّ اللَّظى وَالْقاذِفاتِ رُجــــــــــــومُ
يا خَيْــلُ إِنَّ لَكِ ٱعْتِكافًا في الْوَغى
لَكِ في حَشا الْمُسْتَوْطَناتِ هُجـــومُ
دُلَّي يَدَيَّ عَلَى كَتيبَةِ غَــــــــــــــزَّةٍ
كُلُّ الصَّلاةِ عَلَيْكِ وَالتَّسْليــــــــــــمُ
أَنا مُبْعَدٌ يا خَيْلُ عَنْ حَفْلِ الشَّـــــذا
هِيَ هـٰذِهِ الْحَفَلاتُ والتَّكْريــــــــــمُ
لا شِعْرَ أَفْصَحُ مِنْ قَصيدَةِ غَــــــزَّةٍ
إِنَّ الْقَصيدَ أَمامَها مَذْمـــــــــــــــومُ
خَيْرُ الْقَصائِدِ ما يَقولُ مُحاصَـــــــرٌ
فيهِ الْحَياةُ عَلى الْمَزادِ تَســـــــــومُ
هَيّا مُلــــوكَ زَمانِنا نَحْوَ الْــــــــعُلا
فَبِصُنْعِكُمْ كُلُّ الْمَلوكِ حَريـــــــــــــمُ
هَيّا فَإِنَّ مَقامَكُمْ دونَ الْــــــــــوَرى
عالٍ، وَدونَهُمُ الْفُؤادُ حَكيـــــــــــــمُ
لا حَيَّ إِلّا الْمَقْدِسِـــــــــــيُّ فَسائِلوا
شَرَرَ الْبَنادِقِ إِنَّهُنَّ جُـــــــــــــــذومُ
سَيُكافِئُ الْمُحْتَــــــــلَّ يَوْمٌ قــــــادِمٌ
لَنْ تَمْنَعَ الْغَدَ قُبَّـــــــــــــــةٌ أَوْ كُومُ
اَلْحَقُّ يُرْجِعُهُ الزِّنادُ بِــــــــــــــوابِلٍ
لَيْسَ الْخِطابُ الْعَيُّ وَالتَّقْديــــــــــمُ
حِبْرُ السَّلامِ دَمٌ بِفَوْهَةِ مِــــــــــدْفَعٍ
فَٱقْدَحْ يَقيكَ مُدَبِّرٌ قَيّـــــــــــــــــــومُ
فَإِذا السِّـــــــــــلاحُ تَنَهَّدَتْ فَوْهاتُهُ
يَجْثو السَّلامُ لِنارِهِ وَيَهـــــــــــــــيمُ
عَفْوًا، فَقَدْرُ النّارِ قَدْرُ سَلامَـــــــــةٍ
إِنَّ الْمُخَرِّبَ لِلسَّلامِ نَديـــــــــــــــــمُ
اُصْرُخْ مَكاني فَالصُّراخُ مُحَـــــــرَّمٌ
وَالْهَمْسُ حَتّى.. وَالصَّدى، وَالْميمُ
وَالْخَيْلُ، وَالْأَشْعارُ قَبْلَ صُــــدورِها
وَكَذا الْجِهادُ… وَيَكْثُرُ التَّحْــــــريمُ
اُصْـــرُخْ مَكاني وٱعْتَصِمْ بِزِنـــادِها
فَالْبُنْـــدُقِيَّةُ إِنْ سَكَتَّ تَلـــــــــــــــومُ
إِنَّ الصَّديقَ الْ كُنْتَ تَبْكي جَنْبَـــــــــهُ
لَكَ صاحِبٌ … لِعِدًا عَلَيْكَ حَميــــــمُ
اُصْرُخْ مَكاني إِنَّ فاهَكَ قــــــــــــادِرٌ
نَحْنُ الَّذينَ قَلاهُمُ التَّكْميــــــــــــــمُ
لَسْتُمْ وُلاةَ الْعُهْـــرِ حَتّى تَسْلَــــــموا
لَسْتُمْ رُهوطًا مَلَّها التَّنْويـــــــــــــــمُ
حاصِرْ حِصارَكَ لا تَهَبْ ضَوْضاءَهُمْ
لا يَهْجُرُ الضَّوْضاءَ إِلّا الْبُـــــــــــومُ
إِنْ حاصَـــروكَ فَغَـــزَّةٌ لا تَنْتَـــــهي
ما دامَ باقٍ في الرُّكــــامِ رَمـــــــــيمُ
هِيَ أَعْجَزُ الأَدْيانِ وَالدُّنْـــــــــيا وَقَدْ
كُتِبَتْ عَلَيْها جَنَّةٌ وَجَحيـــــــــــــــــمُ
هذا خَليلُ اللهِ صَوْبَ جَنوبِــــــــــــها
وَهُناكَ طِفْلٌ في الشَّمالِ كَليـــــــــــمُ
لا تَرْتَعدْ يا ٱبْنَ الْكِرامِ وَلا تَنَـــــــمْ
ما نامَ طَرْفٌ وَالرِّباطُ يَتيـــــــــــــــمُ
حاصِرْ حِصارَكَ كُلُّ غَـــزَّةَ أُحْرِقَـتْ
لَمْ يَبْقَ بَعْدَ الرّاجِماتِ سَليــــــــــــمُ
بَلِّغْ سَلامي لِلْأَبِيِّ وَقُــــــــــــــلْ لَهُ
بِكَ يَكْتَفي الْمَنْثورُ وَالْمَنْظــــــــــومُ
لِمُلَثَّمٍ رَكَعَ الزَّمانُ لِعَزْمِـــــــــــــــهِ
تَحْتارُ آدابٌ بِهِ وَعُلــــــــــــــــــــومُ
اَلْحَقُّ تَحْتَ لِثامِهِ مُتَشَعْشِــــــــــــعٌ
وَالظُّلْمُ بَعْدَ خُروجِهِ مَتْمـــــــــــــومُ
لِأَبي عُبَــــــــيْدَةَ عاشِقٌ مِنْ أَطْلَسٍ
كَمْ حَنَّ لِلْعَرَبِيِّ وَهْوَ يَـــــــــــــــقومُ
هذي بِـــــــــــلادٌ نَسْتَقيمُ بِها، وَفي
أَمْـــواتِها يَتَحَيَّرُ التَّرْقيـــــــــــــــــمُ
يَزْهو مِنَ الْأَنْفاقِ ضَوْءُ نُجومِــــها
أَوَلَيْسَ صَعْبًا أَنْ تُطاحَ نُجــــــــــومُ
أَنّى يُعِدُّ الشِّعْرُ بَيْتًا آمِـــــــــــــــــنًا
وَيَدُسُّ فيها حُبَّهُ وَيَهيــــــــــــــــمُ؟
أَنّى يَكونُ؟! وَمَنْ تَأَبَّطَ شَـــــــذْرَةً
يَطْلي الْكَلامَ بِغَيْمَةٍ وَيَحـــــــــــــومُ
داسَ الْأَديبُ عَلى حَشاها جيئَــــــةً
وَغَدا ذَهابًا شاعــــــــــــــرٌ مَعْلومُ
فَرَأَتْ بِأَنْ تُدْمي لِجامَ عَــــــــدُوِّها
بَدَلَ الْفَراغِ عَلى الْفَراغِ جُســـــومُ
هذي بِـــــــلادٌ تَسْتَفيضُ دِمـــاؤُها
لا يَعْتَليها الصُّلْبُ وَالتَّرْسيــــــــــمُ
هذي بِلادٌ وَالْجِـــــهادُ قَصيـــــدُها
وَفَنيذُها الْقَطْرانُ وَالزَّقّــــــــــــومُ
لا تَخْشَ، فَالْعَنْقــاءُ صَوْبَ عُيونِها
وَهُناكَ فاقَ الْمُعْجِزاتِ فَطـــــــــيمُ
أَنْعِمْ بِشَعْبٍ تَرْكَعُ الدُّنْيــــــــــــا لَهُ
مِنْ أَحْرَقِ الْمُتَفَجِّــــــراتِ يَقـــــومُ
هذي فَلَسْطــــــــــينُ الَّتي أَحْبَبْتُها
مَهْما أَبادوا شَعْبَها سَيَــــــــــــدومُ
صَلّوا لِأَجْلِ الْقُدْسِ وَالْأَقْصى وَوَجْـ
ـهِ أَبي عُبَيْدَةَ وَٱرْكَعوا وَأَقيمـــــوا
هذي بِــــــــلادٌ ما يَزالُ لَها النَّبِـيـْ
ـيُّ مُحَمَّدٌ يَسْري وَإِبْراهيــــــــــــمُ
https://palfcul.org/?p=10710رابط مختصر