لمن أسرد حكايتي؟ – قصيدة للشاعر د. محمد بن صالح العجمي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
يا وادعونَ على الضِّـفافِ …
أزقّةُ الحيِّ الجديدِ
تلوكُ أنسجةَ القرارْ
ورمالُ شاطئِ بيتِنا
أطلالُ خيمتِنا الوحيدةِ …
في سُباتْ
علمُ الكفاحِ يلفُّهُ عشرونَ نابًا
في الشَّتاتْ
من أينَ أبدأُ رحلتي؟
الفجرُ مكتـئبٌ!!!
وحارتُنا يُـصبِّحها
الدَّمارْ
وأنينُ أفئدةٍ يمزِّقُها التلهُّفُ
والـبَـوارْ
لا بدَّ أن:
عاشت بهِ سبعينَ عامًا
في هجوعِ
الاِنحسارْ
من أينَ أبدأُ رحلتي؟
فعويلُ أطفالٍ … يدٌ مغلولةٌ …
وجدارُ صبرِ البائسينَ مهشَّمٌ
ونشيجُ أسئلةٍ بلا وعيٍ، تحنُّ إلى
الجوابْ
وبكاؤهنَّ يشيعُ في أرجاءِ حارتِنا
اكتـئابْ
أحلامُ صبيتِنا تُفتَّتُ كالهشيمْ
آمالُ نسوتِنا غدت مثلَ الرَّميمْ
ستقولُ يا أبتي: تصبَّرْ سوفَ نقتحمُ الصِّعابْ
يبست على شفتيَّ آياتُ التَّصبُّرِ بائسهْ
ما بالُهم شربوا دماءَ الأبرياءِ بلا حسابْ؟
آهٍ لثأرِكِ يا دماءْ.. آهٍ لثأرِكِ يا دماءْ
قد ضاعَ في شجْبٍ وتنديدٍ
هباءْ.
سبعونَ عامًا… طافحاتٍ بالأسى
من عالمِ الأشباحِ يجهلُنا البشرْ
ويفرُّ منّا النّورُ، والآتي، ويلفظُنا القدرْ
ونعيشُ أشباحًا تطوفُ على البقاعْ
ترضى بما يُـلـقـى لها!!!
لا حلمَ، لا آمالَ تشرقُ، لا وترْ!!!
ولنا الجباهُ السَّاكتهْ…
نحيا ولا ندري الحياةْ!!!
ستقولُ يا أبتي: تصبَّرْ سوفَ نقتحمُ الصِّعابْ
فهناكَ موتٌ للدِّفاعِ عنِ العقيدةِ والحمى
يلدُ الحياةَ الآتيهْ
سرْ في طريقِكَ يا أبي
فحضارةُ الغابِ الحديثةُ تنتهي
والظُّلمُ ليسَ لهُ قرارْ.. والليلُ يعقبُهُ نهارْ
أبتي: تصبَّرْ سوفَ نقـتحمُ الصِّعابْ
أبتي تصبَّرْ
فالمقاومةُ انتصارْ
العزمُ يرفعُ حاجبيكْ…
قسماتُ وجهِكَ لا تهابْ…
نبراتُ صوتِكَ في التهابْ…
أفكارُك الحُـبْـلى ستفتحُ ألفَ بابْ…
ولسوفَ نرسمُ نصرَنا…
وبريشةِ الأبطالِ تُولَدُ لوحةٌ أبديَّةٌ
لا للتُّراثِ، ولا المزادْ
فهناكَ قومٌ يعصبونَ العزَّ في جبهاتِهم
والأفقُ ملتحفٌ بثوبِ الاِنتصارْ
قتلوا التَّصـبُّـرَ غيلةً!!!
مثلَ (الحسينِ) بكربلا غدروا بهِ
“من بعدِ ما أسدوا إليهِ مواثقًا وعهودا”
أوْ مثلما اغتالوا (كليبًا) من قفاهْ
وتبادلوا جملَ التَّهاني بينَهم
وتبادلوا نخبَ البطولةِ عندَهم
وغدًا تُطالعُنا الجرائدُ كلُّها
في الصَّفحةِ الأولى مقالٌ مُسهبٌ
“اقضوا على الإرهابِ، وامحوا أصلَهُ”
قتلوكَ يا عبقَ التَّصبُّرِ في الحقولِ البائسهْ
قتلوكَ يا نجمَ المسافرِ في الليالي الحالكهْ
قتلوكَ…
إنّي موقنٌ أنَّ الذينَ تورَّطوا في القتلِ
يفصحُ عنهمُ:
“ما حكَّ جلدَكَ مثـلُ ظفرِكَ يا أخي”
https://palfcul.org/?p=10174 رابط مختصر