قاتل الأطفال الخُدَّج – قصيدة للشاعر حبيب شريدة مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
يَتقاطرُ الأعْداءُ من حوْلي والكلُّ متَّفِقٌ على قتْلي
جلَبوا بوارجَهمْ على عجَلٍ بعَتادِها دعْماً لمُحتَلّي
إذْ زوَّدوهُ بفيْضِ أسلحَةٍ تحوي ذخائِرَ ضخْمَةَ الثُّقْلِ
تُلْقى على السُّكّانِ مُحْدِثَةً فعْلَ الزَّلازِلِ ساعةَ الأزْلِ
لمْ يرحَموا طفْلاً أو امْرأةً وتغَوَّلوا حقْداً على الكُلِّ
كالوا بمكْياليْنِ فانحَرَفوا ميْلاً إلى الطُّغْيانِ بالكيْلِ
وتسابَقوا في نشْرِ رُؤْيَتِهِ وإشاعَةِ التَّضْليلِ بالنَّقْلِ
إذْ ألصَقوا تُهَماً ملفَّقةً لحماسَ لمْ تَخْدَعْ ذوي العقْلِ
حتّى بَدا ما شاعَ منْ كذِبٍ عنْ قصَّةِ التَّقْتيلِ في الحفْلِ
**********
يا قاتِلَ الأطْفالِ محْتَمِياً بغطاءِ أمْريكا وتسْتَعْلي!
لمْ تلْقَ منْ بُدٍّ وملْتَجَإٍ إلّا لرأسِ الفتْنَةِ النُّغْلِ
وهُرِعْتَ للشَّيْطانِ تسألُهُ عوْناً بدعْمِ العالَمِ السُّفْلي
وكْرِ المُجَرَّدِ منْ مبادِئِهِ ومُبَيِّضِ الأمْوالِ والمِثْلي
لبّى النِّداءَ وقادَ محْرَقةً بسلاحِهِ الفتّاكِ للعُزْلِ
يُمْلي عليْكَ شرورَ خِطَّتِهِ في (البِنْتَغونِ) وخيْبَةَ الفأْلِ
صيغَتْ بمَطْبخِهِ مُوقَّعَةً بدمٍ سيَلْعَنُ طُغْمَةَ الخَذْلِ
يُمْلي لكَ الأوْهامَ متَّبِعاً لخُطاهُ حذْوَ الكلْبِ بالنَّعْلِ
يكْفيكَ أنَّكَ تابعٌ خَرِفاً ينْسى سريعاً ما بِهِ يُدْلي
فلْتَغْرَقوا برمالِ غزَّةَ يا شرَّ الغُزاةِ وَطاوطِ اللَّيْلِ!
لتكونَ مقْبرَةً لكُمْ ولمَنْ همْ خلْفُكُمْ في المَحْفلِ الدَّوْلي
مَنْ دجَّنوا اليابانَ ناسِيَةً ما حلَّ أمْسِ بها منَ الويْلِ
واستَعْمَروا الألْمانَ ذاكِرةً بخُرافَةِ (الهُلُكُسْتِ) والخَتْلِ
**********
يا قاتِلَ الأطْفالِ مفْتَخِراً بسِجِلِّكَ الدَّمويِّ والغِلِّ!
تُرْدي الخَدائِجَ في حواضِنِها من دونِ ذنْبٍ ويْكَ من نذْلِ!
أبدعْتَ في قتْلِ النِّساءِ وكمْ أردَيْتَ منْ شيْخٍ ومنْ طفْلِ!
وجعلْتَ من دورِ الشِّفاءِ رَحى حرْبٍ ضَروسٍ سهْلةِ الصَّوْلِ
مسْتَقْوياً فيها على سُرُرٍ ضمَّتْ بها مرْضى بلا حوْلِ
ما ذنْبُ أطْفالٍ قدِ احْتَرَقوا بقَنابلِ الفُسْفورِ والشُّعْلِ؟ !
تأبى وحوشُ الغابِ ما اقْترَفَتْ كفّاكَ منْ بطْشٍ ومنْ سحْلِ
ألقيْتَ أصْنافَ الرَّدى حمَماً فوقَ الأهالي العُزْلِ كالوَبْلِ
لمْ تُبْقِ منْ حجَرٍ على حجَرٍ قصْفاً بأطْنانٍ منَ المُهْلِ
فُقْتَ المغولَ بشاعَةً عُرِفتْ عَبْرَ الزَّمانِ فظيعةَ الهَوْلِ
لمْ تُبْقِ للخِنْزيرِ مثْلَبَةً إلّا وكنْتَ لها منَ الأهْلِ
لا بدَّ تلْحقُ بالطُّغاةِ غداً لمزابلِ التّاريخِ كالجُعْلِ
**********
يا فاسِداً فاقتْ نتانَتُهُ ما تحْتَويهِ الأرْضُ منْ زِبْلِ!
لكَ باسْمِكَ الحظُّ الوَفيرُ ولمْ تتْرُكْ لدى النَّتِنينَ منْ كِفْلِ
تبْغي دوامَ الحرْبِ خَشْيَةَ أنْ تنْقادَ للتَّحقيقِ والنُّكْلِ
لا حِسَّ كالإنْسانِ تمْلِكُهُ فالحِسُّ مَيَّزَهُ لدى الجَبْلِ؟!
فانظُرْ سُليْمانَ الحكيمَ وقد نحّى عساكِرَهُ عنِ النَّمْلِ
وانْظُرْ لأصْلِكَ تلْقَ مَنْ مُسِخوا كانوا جُدودَكَ، ساءَ مِنْ أصْلِ
مُسِخوا قُروداً إثْرَ حيلَتِهمْ في السَّبْتِ عصْياناً بلا إلِّ
قد ألْبَسوا داودَ موبِقَةً ورَمَوْهُ حاشا اللهَ بالبُجْلِ
قتَلوا النَّبِيّينَ الكرامَ غَوىً واسْتَبْدَلوا الحُرُماتِ بالحِلِّ
قد أنْجَبتْكَ لئيمَةٌ نشَأتْ في أمَّةٍ شرّيرَةِ النَّسْلِ
هيَ شرُّ خلْقِ اللهِ قدْ عبَدَتْ إبليسَ واتَّبَعَتْ دُجى الضَّلِّ
غدَرَتْ بموسى حينَ غيْبَتِهِ وتمسَّكَتْ بعِبادَةِ العِجْلِ
أخْلافُها لقَطاءُ كوْكَبِنا ورِعاعُهُ وحُثالة الحَثْلِ
قاموا على أسْطورَةٍ رَسَخَتْ بدَهائِهِمْ بمَدارِكِ الغُفْلِ
لا دينَ يجْمَعُهُمْ وقد نُسِبوا زوراً إلى يعْقوبَ ذي الطَّوْلِ
أنّى لشعْبِكَ ثَمَّ منْ صِلَةٍ بالأنْبِياءِ مدارسِ الفضْلِ؟!
أنّى لهُ والحقْدُ ديْدَنُهُ والخُبْثُ طبْعٌ فيهِ كالصِّلِّ؟!
نُبْلُ الفوارِسِ في الوَغى أنَفٌ أنّى لمثْلِكَ خِصْلةُ النُّبْلِ؟!
إنَّ البُطولةَ في منازَلَةٍ وجْهاً لوجْهٍ ليْسَ بالغَوْلِ
عبَرَتْ أُسودُ العِزِّ عاصِفَةً بجُنودِكَ الجُبَناءِ كالثُّفْلِ
فغدَوْا هَشيماً في مخابِئِهِمْ تحْتَ النِّعالِ بسَطْوةِ البُسْلِ
جاءوكَ من شتّى الجِهاتِ وقدْ وضَعوا أنوفَ الجُنْدِ في الوَحْلِ
واقْتيدَ مَنْ لمْ يُقْتَلوا زُمَراً مغْلولةً بسلاسِلِ الذُّلِّ
**********
قد أَخْبَرَ الصَّحْبَ الرَّسولُ بما يجْري بغزَّةَ أشْرفَ القوْلِ
لولا رمالُكِ عسْقلانُ مدىً يمْتَدُّ حتّى غزَّةِ البذْلِ
لهَمَمْتُ عيْبَ الرَّمْلِ ممْتَعِضاً لمّا كَوى قدَمَيَّ في السُّبْلِ
في عسْقَلانَ رباطُكُمْ فبها خيْرُ الرِّباطِ ومأمَنُ الرَّحْلِ
هيَ أرْضُ ملْحَمَةٍ ومقْبرَةٍ شهَداؤُها في أخْيَرِ الرَّمْلِ
يرِثونَ جنّاتِ النَّعيمِ كما وُعِدوا بها ممْتدَّةَ الظِّلِّ
**********
أيْنَ الأُلى وعَدوا مساندَتي في محْنَتي بالخيْلِ والرَّجْلِ؟!
نقَضوا المَواثيقَ التي أُخِذتْ عنْ وَحدةِ السّاحاتِ منْهمْ لي
وتخاذَلوا عنّي مُمالأةً للعِلْجِ (بَيْدِنَ) سائمِ الإبْلِ
وتمثَّلوا بأبي رِغالَ وقدْ جلَبوا مُسوخَ الأرْضِ للحَقْلِ
قدْ نُصِّبوا جثَثاً محنَّطَةً ما في العُروقِ بها دمٌ يغْلي
واللهِ لوْ عادَ الزَّمانُ بنا لَأبى تخاذُلَهمْ أبو جهْلِ!
**********
لمْ يبْرَحِ الأعْرابُ ديْدَنَهُمْ كالجاهِلِيَّةِ، فُرْقَةَ الشَّمْلِ
فاسْتَنْسَخوا دوَلَ الطَّوائِفِ في وطنٍ يَمورُ اليوْمَ بالذَّحْلِ
عَبَداً لأمْريكا، تفرِّقُهُمْ بِعَصاً وتجْمَعُهُمْ على طبْلِ
سجَدوا لها خُنُعاً وقدْ عقَروا مسْتَسْلِمينَ كَرائِمَ الخَيْلِ
وتشَرْذَموا شِيَعاً مُسَيَّسَةً شرْقاً وغرْباً طوْعَ مُسْتَمْلِ
لنْ يبْرَحوا يوْماً جَهالَتَهُمْ عِنْداً ولوْ صُلِبوا على النَّخْلِ
**********
أسَفي على الأنْهارِ جارِيَةٌ ببلادِنا لمْ ترْوِ لي غُلّي!
أسَفي على بِتْرولِ أُمَّتِنا رشَحَتْهُ لي باللِّتْرِ والمِلِّ!
سيُسَجِّلُ التّاريخُ أنَّ دَماً أُهْريقَ مُفْتَدِياً حِمى الرُّسْلِ
ترَكَتْهُ مطْلولاً مُؤامَرَةٌ شحَذَتْ لهارِقِهِ ظُبى القَصْلِ
حيكَتْ بإِمْرَةِ طُغْمَةٍ مَلَكَتْ حُكْمَ القَبائِلِ، جَزْلَةُ الفَتْلِ
حُسِبَتْ على الإسْلامِ وهْيَ لهُ أنْكى عدُوٍّ دُسَّ منْ أجلي
**********
يا أمَّةً طَمَّ الغُثاءُ بها حتّى غدا عبْئاً على السَّيْلِ!
سارتْ وراءَ الرَّكْبِ ناكِسَةً هاماتِها ذُلاًّ لدى الذَّيْلِ
عُدَّتْ بملْياريْنِ فازْدحَمَتّ بهما البَسيطةُ دونَما فِعْلِ
لنْ أقْبَلَ الأعْذارَ منْ أحَدٍ ترَكَ الجِهادَ ولَجَّ في عَذْلي
لنْ أقْبَلَ الأعْذارَ منْ أحَدٍ يسْطيعُ إخْلائي ولمْ يُخْلِ
لنْ أقْبَلَ الأعْذارَ منْ أحَدٍ لمْ يسْتَجِبْ لنِداءِ مُعْتَلِّ
لنْ أقْبَلَ الأعْذارَ منْ أحَدٍ لمْ يكْفِ أُمّاً لوْعَةَ الثُّكْلِ
لنْ أقْبَلَ الأعْذارَ منْ أحَدٍ أبْدى مُساعَدَتي معَ المَطْلِ
لنْ أقْبَلَ الأعْذارَ منْ أحَدٍ زادَ الحِصارَ عَليَّ بالقُفْلِ
لا تحْسَبوا أنّي أسامحُكُمْ يوْمَ الحِسابِ بحضْرَةِ العَدْلِ
https://palfcul.org/?p=9303 الرابط المختصر