10 February, 2025

فُكُّوا الحِصَارِ – قصيدة للشاعر عبد الحافظ السيد

فِيْ القَلْبِ جَمْرٌ يُلْهِبُ الوِجْدَانَا

             يَبْكِيْ وَرَبِّي مَجدَنَا وحِمَانَا

فَالعَجزُ يَصحَبُ أمَّتِي ويَقُودُهَا

           سَاقَ الخُنُوْعَ بِأرضِنَا وهَوَانَا

فَالعَجزُ – يَا للعَجزِ- وَحشٌ كَاسِرٌ!

            قَد هَبَّ يَأكُلُ عَزمَنَا جَذلانَا

أسَفِيْ عَلَيْكِ أمَا كَفَانَا أمَّتِيْ؟!

            قِيَمًا تُدَاسُ، ووَاقِعَاً أخزَانَا

نَثُرُوا عَلَينَا المَوتَ يَخطُفُ فَجرَنَا

               نَشَرُوا اليَبَابَ بِغَزَّةٍ بُركَانَا

عَارٌ عَلَىٰ جُندِ العُرُوْبَةِ صَمتُهُمْ

          نَسَجُوا بِصَمْتِ فِعَالِهِمْ أكْفَانَا

فَلِمَ القُعُودُ عَنِ الجِهَادِ عَنِ الفِدَا؟!

    سَفَكُوا الدّمَاءَ ونَرتَدِي الخِذلانَا؟!

لِمَ لا نَهبُّ لِقُدسِنَا وحُقُوقِنَا؟!

       أمْ يَا تُرىٰ أمْسَىٰ الفِدَاءُ مُدَانَا؟!

آنَ الأوَانُ لِكَي نَهبَّ لِدِيْنِنَا

        نسَفُوا المَساجِدَ جَهرَةً وعِيَانَا!

شَعَبٌ يُبَادُ بِغَزَّةٍ مَنْ يَفتَدِيْ؟

        رُصُّوا الصُفُوفَ وأعلِنُوا إعلانَا

حَقُّ الحَيَاةِ لِغَزَّةٍ هُوَ حَقُّهَا

       فُكُّوا الحِصَارِ وأوقفُوا العُدوَانا

فِيْ غَزَّةٍ خَنَقَ الحِصَارُ حَيَاتَهَا

أيْنَ المُرُوءَةُ؟! ، فَانتَقِمْ مَولانَا

لِمَ كُلُّ هَذَا الحِقدِ يَقصِفُ أرضَنَا؟!

            ويَصُبُّ فَوقَ رُؤوسِنَا نِيْرَانَا

لِمَ كُلُّ هَذَا المَوتِ يَأكُلُّ غَزّةً؟!

             أطفَالُ غَزَّةَ تَرتَدِيْ الأكفَانَا

الغَربُ أعلَنَ فِي سُفُورٍ حِقدَهُ

           جَمَعُوا لَنَا مِنْ بَطشِهِمْ ألوَانَا

فَمَتَىٰ النُّهُوْضُ لِمَجدِنَا يَا أمَّـتِيْ؟!

         ومَتَىٰ نُحَطِّمُ عَجزَنَا وعِدَانَا؟

ومَتَىٰ نُكَحِّلُ بِالعَدَالَةِ أمَّتِيْ؟!

           ومَتَىٰ نُلَمْلِمُ شَمْلَنَا وعُرَانَا؟!

ومَتَىٰ نُقِيْمُ لِقُدسِنَا أحلامَهُ؟!

              جِيْلاً يُؤَدِّبُ بِالفِدَا طُغيَانَا

ويُشَيِّدُ الأمجَادَ صَرحَ هِدَايَةٍ

          ومَتَىٰ نُعِيْدُ لأمَّتِيْ أقصَانَا؟!

فَمَتَىٰ مَتَىٰ؟! حمَمٌ تَفَوْرُ بِمُهْجَتِيْ

                نَارٌ تَلَظَّىٰ تَلْفَحُ الوِجْدَانَا

رابط مختضر: https://palfcul.org/?p=13208

Font Resize