مــا كـنـتُ أعـلـمُ أنَّ الـعُـربَ قــد جـاروا
وأنَّ غـــــزّةَ مـــــا عــادت لــهــا جــــارُ
حــتَّــى رأيـــتُ الــعِـدا صــفًّـا، وأُمّـتَـنَـا
قـــــد شــرذمـتْـهـا خِــلافــاتٌ وأفــكــارُ
كـــلٌّ عــلـى عــرشِـهِ فـــردٌ عـــلا صـمـدٌ
قـــــرارُهُ صــائــبٌ والــشـعـبُ أصــفــارُ
وطـــفــلُ غـــــزّةَ لا مــــاءٌ ولا حــطــبٌ
ولا دواءٌ ولا زادٌ ولا دارُ
أيـــنَ الإخـــاءُ وهـــذا الـنَّـهرُ مِــنْ دمِـنـا
يــجــري، وقــادتُـنَـا صُــــمٌّ وأحــجــارُ؟
أيـــــنَ الــعُـروبَـةُ والأقــصــى يُــدنِّـسُـهُ
نـــعــلُ الــيـهـودِ وَسِــمـسَـارٌ وخــمّــارُ؟
ثـقـافـةُ الــغـربِ ســـادت كـــلَّ طـاغـيةٍ
حــتـى اسـتـبدَّ بـنـا فــي الـحُـكمِ جـبَّـارُ
صـــارَ الـسَّفـيهُ زعـيـمُ الـقـومِ حـاكِـمَهُمْ
وعـــالـــمُ الـــدّيـــنِ طـــبّــالٌ وزمّـــــارُ
يُــفـتـي لـحـاكـمِـهِ فــــي كـــلِّ مـسـألـةٍ
كــمـا يــشـاءُ ”وهـــذا الــقـولُ: مـخـتارُ“
تـسـعـونَ طـائـفـةً فـــي ســـوقِ حـارتِـنا
لـــكـــلِّ طــائــفــةٍ شـــيـــخٌ وأنـــصــارُ
ولا تـــــرى الـــحــقَّ إلّا فــــي مـعـيّـتِـهَا
ورأيُـــهَـــا صـــائـــبٌ والـــكــلُّ كـــفّــارُ
وهــكــذا أصــبــحَ الإســــلامُ مـنـقـسـمًا
مــثـلـي يـتـيـهُ بـــهِ يـخـشـى ويـحـتـارُ
مَــنْ لــي إذا أثـمـرَ الإجــرامُ فـي وطـني
وخــاصـمـتـنـي ســيــاســاتٌ وأقـــــدارُ
وأظــلـمَ الـلـيلُ فــي عـيـنيَّ وانـقـطعت
عـنّـي خـيـوطُ الـضُّحى واجـتاحَ إعـصارُ
وكــنــتُ فــــي غــربـةِ الأرواحِ مـكـتـئبًا
أذوبُ فــــي خــلــدي والــدّمــعُ يــنـهـارُ
مـتـى أرى الـصُّـبحَ يـعـلو فــي جـزيـرتِنا
وصـــــــرحُ أُمّـــتِــنَــا وردٌ وأزهـــــــارُ؟
مــتـى يــعـودُ لــنـا الأقـصـى ونـشـهدُهَا
وخــيـلُـنَـا ظـــافــرٌ والـــكــلُّ مــغــوارُ؟
مــتــى فـلـسـطـينُ يـــا هـــذا نُـحـرِّرُهَـا
أصـابَـنَا الـيـأسُ أم فــي الـنَّـاسِ إدبــارُ؟
رابط مختضر:https://palfcul.org/?p=13171