5 December, 2024

غَزَّةُ تَحْكِي – قصيدة للشاعر عثمان بندو

غَزَّةُ تَحْكِي – قصيدة للشاعر عثمان بندو مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”

أَعْطِنِي قِطْعَةَ حَلْوَى

إِنَّ فِي غَزَّةَ جُوعًا

مِنْهُ بَطْنِي يَتَلَوَّى

غَيْرَ أَنِّي بِطَعَامِ الرُّوحِ أَقْوَى

اِسْأَلِ الأَحْجَارَ عَنِّي

عَانَقَتْ جُوعِي وَبَطْنِي

وَادْعُ لِي لَوْ كُنْتَ تَهْتَمُّ بِأَمْرِي

أَنْ يَفُكَّ اللهُ أَسْرِي

وَأَنَا أَكْفِيكَ

لاَ تَعْبَأْ

وَحَمِّلْ لُعَبَ الأَطْفَالِ

وَاهْدَأْ

بِيَدِ الرَّحْمَنِ نَصْرِي

هَذِهِ الأَيَّامُ تَجْرِي

فَأَنَا وَاجَهْتُ آلاَمِي بِصَدْرِي

وَأَنَا أَحْلُبُ صَبْرِي

وَأَنَا أَحْفِرُ قَبْرِي

لاَ تَعُدُّوا مَا فَقَدتُّهْ

كَانَ للهِ وَللهِ أَعَدتُّهْ

وَرُكَامُ البَيْتِ للّهِ احْتَسَبْتُهْ

أَعْطِنِي شَرْبَةَ مَاءِ

لاَ أُرِيدُ الخَيْلَ

وَاليَاسِينُ مِنْ صُنْعِي

وَرُوحِي فِي السَّمَاءِ

لاَ تُبَالِي

وَاسْقِ طِفْلِي وَنِسَائِي

وَاسْقِ قِطِّي

وَوُرُودًا فِي الفِنَاءِ

وَاسْقِنِي لاَ سَمَحَ اللهُ دُمُوعًا

كَدُمُوعِ البُؤَسَاءِ

يَنْزِلُ النَّصْرُ لِدَمْعِ الضُّعَفَاءِ

وَاصْنَعِي الحَلْوَى

لَعَلِّي أَلْتَقِيكِ

فَأَرَى بَسْمَةَ فِيكِ

وَأَرَى الآمَالَ فِيكِ

وَانْثُرِي لِلطَّيْرِ نَعْيَ الشُّهَدَاءِ

يَا لِحَظِّ الطَّيْرِ فِي غَزَّةَ

يُعْطَى وَجْبَتَيْنِ

وَيَرَى الأَرْوَاحَ فِيهَا مَرَّتَيْنِ

تَقِفُ الغِرْبَانُ تَحْتَ القَصْفِ حَيْرَى

 كَمْ شَهِيدٍ سَتُوَارِي

جُثَثٌ تَسْقُطُ بَلْ تَصْعَدُ تَتْرَى

تَحْتَ أَنْقَاضِ الدِّيَارِ

تَظْمَأُ الأُسْدُ وَتَعْرَى

وَرِجَالُ العِزِّ أَسْرَى

مَا رَضُوا عَيْشَ الصَّغَارِ

يَأْلَمُ القَلْبُ لِهَذَا ثُمَّ يَكْتُمْ

بَحْرَ هَمٍّ قَدْ حَوَاهُ

هَائِجًا وَالهَمُّ يَزْدَادُ وَيَعْظُمْ

لَيْسَ يَدْرِي مُنْتَهَاهُ

هَذِهِ غَزَّةُ لِلْعَالَمِ تَحْكِي

قِصَصًا وَاقِعَةً

لَيْسَتْ خَيَالا

هَلْ رَأَيْتَ البَحْرَ يَبْكِي

قَبْلَ هَذَا .. وصُخَورًا وَجِبَالا؟

وَرَأَى النَّجْمُ دِمَاءً تَتَلاَلا

لِشَهِيدٍ لاَ تَشُكِّي

بَعْدَ هَذَا أَنَّهُ خَاضَ النِّزَالا

حَارِسًا أَبْوَابَ مُلْكٍ

صَامِدًا قَدْ دَافَعُوا عَنْهُ رِجَالا

سَاجِدًا وَالمَوْتُ يَقْدُمْ

رُفِعتْ ذُلًّا إِلَى اللهِ يَدَاهُ

سَائِلًا: يَا رَبِّ فَاحْكُمْ

لَمْ يُخَيِّبْ رَبُّنَا عَبْدًا دَعَاهُ

https://palfcul.org/?p=9400    الرابط المختصر

Font Resize