غــزّة أكْـبَـر – قصيدة للشاعر عبد الحكيم بالحيا مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
لَئِنْ كانَ صَمْتٌ ثَمَّ.. فالصمْتُ مِنْبَـرُ وإنْ كانَ شِعْـرٌ.. فالقَــذائـفُ أشْعَرُ
وإنْ كانَ قوْلٌ بَعْدُ.. فالقَوْلُ ما رَوَى دَمٌ.. فيهِ أوْزارُ الخَلِيـقةِ تُنْـشَـرُ
وإنْ كانَ صَـوْتٌ.. فانْتِـفـاضةُ حُـرّةٍ هيَ المَـوْتُ في جَوْفِ العَـدُوِّ يُزَمْجِـرُ
وإنْ كانَ مِيـقـاتٌ.. فغَــزّةُ سـاعـةٌ تَطُـولُ -بِما شـاءَ النِّضالُ- وتَقْـصُـرُ
متَى رقّصَـتْ لَيْـلَ الغُـزاةِ بِرَشْـقةٍ تَصَادوا بِكابُـوسٍ منَ الغَيْـبِ يَهْصِـرُ
وإنْ بَطّـأَتْ رِتْـمَ المَنـايـا.. فعَـزْفُها مَلاحِـمُ بالإيــقـاعِ تَـنْمُـو، وأَعْـصُـرُ
فإنْ كانَ قـانُــونٌ هُـنـاك.. فـإنّـما لِغَــزّةَ مِنْ قامُـــوسِها ما تَـخَـيَّــرُ
وإنْ كانَ تـاريـخٌ.. فَدَعْ ما سَمِعْـتَهُ فـدُونَـكَ تاريـخٌ هُـنَا الآن يُسْـطَرُ
على أنّهُ جـذْرٌ نمَا مِنْ حديـقةٍ فنُسْـغُهُ مَهْما أجْـدَبَ الدّهْـرُ أخْضَـرُ
ونُـورٌ مِن المِشْكاةِ مِن عُرْوَةِ السّما مِن الكَـوْكَبِ الــدُّرّيِّ ضَــوْءُهُ يَـصْـدُرُ
فإنْ كان نامُـوسٌ.. فغَــزّةُ دُونَـنا تَـنُـوشُ تخــومَ المُسْتَحِيــلِ وتَحْـفِـرُ
وإنْ كانَ مِنْ أُسْطُــورةٍ، أو حَضـارةٍ فـوَجْـهُ فلِسْـطِيــنِـيّـةِ الـزِّيِّ أنْـضَـرُ
وإن كانَ حربٌ ثَـمَّ.. فالحَرْبُ ما رَأَى الغُـزاةُ وذاقُـوا، لا الذي عنْهُ أُخْبِـرُوا
وإنْ كانَ نَصْـرٌ ذَا.. فمِثْـقالُ جَوْلَةٍ ولا نَصْرَ حتّى.. كُلُّ كُلّي يُحَـرَّرُ
وإنْ كانَ فخْـرٌ.. فاسْتِــراحةُ ثـائِــرٍ يَظَـلُّ يُدِيــرُ المُعْـجِـــزاتِ.. ويَـذْخَــرُ
تَـبارَكَ شَعْــبٌ.. يُطْعِـمُ النـارَ لَحْمَهُ لِكَيْ يُشْـرِقَ المَعْنَى الذي منْهُ يَعْـبُرُ
فأجْـسـادُهُ أرضٌ، وأرْواحُـهُ سَنا ومَوتُـهُ فِـرْدَوسٌ، وجُـوعُـهُ كوْثَــرُ
هُنا عالَـمٌ؛ حيْثُ المَنِــيّــةُ رَبّـةٌ تُنَشِّئُ أجْـيــالَ الوُجُـودِ.. وتَـبْـذُرُ
هُـنا زمَنٌ؛ حَيْـثُ الشَّــظايـا دقـائـقٌ يُسَـاقِي بها المَـوْتُ الحَـيـاةَ، فتُـزْهِــرُ
هُـنـالِـكَ أطْـفـالٌ.. وما مِنْ طُفُـــولةٍ ولكنّـها الأبْـطـالُ.. في العِــزِّ تَـكْبُـرُ
وثَمّـةَ أشيـاخٌ.. بَلِ القولُ: فِتْـيَةٌ عن العَيْشِ قد صامُوا، وبالمَوْتِ أفْطَرُوا
أقامُـوا معَ المَوْتِ الحيَاَة، ومِثْلَها أقامُوا معَ الحرْبِ الصّـلاةَ.. فعَمّـرُوا
عنِ الخَـوْفِ قد صامُوا.. وبالصَّبْرِ أفْطَرُوا عن الذُلِّ قد صامُوا .. فبِالعِـزّ أفْطَرُوا
هُنا غَـزّةُ الكُبْـرَى.. إلى الحَـقِّ تَنْـتَمي فــإيّـاهُ تَسْـتَـــرْعِي، وإيّـاهُ تَـنْــصُـرُ
فلسْطِينُ صَوْتُ اللهِ في الكَوْنِ إنْ غَفَا وبُرهانُهُ في الأرْضِ ما الخَلْقُ تَبَّرُوا
فإنْ تَخْـذُلِ الدُّنيا الحقيــقةَ.. فَـتْــرةً فقَبْـضَةُ طِفْــلٍ من فلِسْطِيــنَ تَجْـبُـرُ
فإنْ كانَ سِـلْمٌ ما.. فـشَعْــبٌ وأرْضُهُ وإنْ كانَـتِ الأُخْــرى قلِ “اللهُ أكْـبَـرُ”.
الرابط المختصر: https://palfcul.org/?p=9863