10 February, 2025

غزَّة – قصيدة للشاعر شعبان البنا

غزَّة – قصيدة للشاعر شعبان البنا مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”

 من كلِّ زاويةٍ شهيدٌ يصعدُ

وبكلِّ ناحيةٍ أسودٌ تُولَدُ

في غزَّةَ الأيَّامُ تحسبُ نفسَها

 ثارت على تاريخِها تتمرَّدُ

ولها بكلِّ مرارةِ الكوبِ الذي

تتقطَّرُ الأحزانُ منهُ فتشربُ

ولها من العبراتِ في المقلِ التي

سيلُ الدُّموعِ بها يفيضُ ويجمدُ

والغربُ في فورانِهِ ونفارِهِ

ما بالُ إخوانِ الدِّماءِ تباعدوا

 والغربُ في فورانِهِ ووعيدِهِ

 والماردُ العربي لهُ يتودَّدُ!

صفَّ الكتائبَ للغناءِ ورقَّصت

أعصابَهُ رقَّاصةٌ تتأوَّدُ!

مالت عليهِ الغيدُ في حاناتِها

حتَّى فرغنَ؛ وجيبُهُ لا ينفدُ

حتَّى إذا انتصفَ النَّهارُ رأيتَهُ

 يٌلقي الغرامَ لغادةٍ؛ يتفقَّدُ

ما بينَ آونةٍ تطلُّ وأختِها

ذكرى تجدُّ؛ ونكبةٌ تتجدَّدُ

                          **

يا غزَّةَ النَّصرِ المُطلِّ تحيَّةً

من خافقٍ فيهِ الأسى يتوقَّدُ

ألفَ المدامعَ والمدامعُ جمرةٌ

في المقلتينِ أوارُها لا ينفدُ

ألفَ التَّرحُّمَ إثرَ كلِّ مصيبةٍ

تجتاحُ أحناءً بهِ تتوقَّدُ

من أمَّةٍ سلكت شعابَ مفازةٍ

هرباً مخافةَ من يلومُ ويحمدُ!

للهِ ما عجبَ الفتى من أمرِهم

إخوانُ يوسفَ؛ خطَّطوا وترصَّدوا

 والجبُّ في طولِ القطاعِ وعرضِهِ

أمسى منَ الدُّنيا ضريحاً يُقصَدُ

تبّاً لعصبةِ عاجزينَ توهَّموا

أنَّ العروشَ بدونِ عدلٍ  تُحمَدُ

 يا غزَّةَ الأحرارِ:ِ كلُّ مروءةٍ

وردت بلا سندٍ؛  فبئسَ الموردُ

صفّي  الكتائبَ  للنِّضالِ ولا تني

 ذُلَّ الذي فيهِ الخنا المستعبَدُ

          دربُ الفخارِ طريقُ كلِّ مناضلٍ

          النَّارُ في أعصابِهِ  تتوقَّدُ

                        **

          إنَّ العروشَ وإن تقادمَ عهدُها

          لا بدَّ يوماً ما؛ تزولُ وتُجحَدُ

          ويزولُ عرشٌ بعدَ طولِ مقامِهِ

          وتُقامُ مملكةُ الشُّعوبِ وتُعقَدُ

          لا خيرَ في حقلٍ تنكَّرَ طينُهُ

          للزَّرعِ؛ في قنواتِهِ يتورَّدُ

          هذا دمُ البلوى بكلِّ شهيدةٍ

          وجعاً إلى أعماقِنا يتصعَّدُ

          هذا دمُ البلوى بكلِّ جنازةٍ

          دمعٌ لهُ التَّاريخُ كم يترصَّدُ

          شتَّانَ بينَ الليثِ سادَ بنابِهِ

         والشُّرُّ من وثباتِهِ يتمدَّدُ

         والشَّاةِ ولَّت رهبةً ومخافةً

         والدَّمُّ في شريانِها  يتجمَّدُ

         أممٌ  تزولُ؛  وتنتشي أممٌ ومنْ

         رحِمِ اللظى أحرارَ مجدٍ نُولَدُ!!

         للهِ درُّ الشِّعرِ كم منْ عاشقٍ

         يُزجي هواهُ؛ وحاقدٍ يتمرَّدُ!!

https://palfcul.org/?p=10747  رابط مختصر

Font Resize