غزَّةُ والصُّبرُ الجَميلْ – قصيدة للشاعر إبراهيم القيسي ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
في أرضِ غزَّةَ رايةٌ ولواءُ
وشجَاعةٌ وجسَارةٌ وإباءُ
من أينَ أبدأُ فالمجازرُ جمَّةٌ
ودمُ الشَّهيدِ كرامةٌ وفداءُ
ما التَّضحياتُ؟ مدائنٌ محروقةٌ
وعلى المساكنِ بركةٌ حمراءُ
شعبٌ حوَى في القتلِ كلَّ مصيبةٍ
مَنْ مثلُ غزَّةَ؟ موكبٌ وضَّاءُ
خُلِقَتْ من الصَّبرِ الجميلِ رجولةً
ومنَ النِّضالِ لها الظُّبى إجراءُ
ما جانبتْ نهجَ الإلهِ ولا قلَتْ
دربَ النَّبيِّ وخطُّها العلياءُ
هي خيرُ خلقِ اللَّهِ أنبلُ دولةٍ
طارتْ بها نحوَ العُلا الأفياءُ
كم كبَّرتْ صرخاتُها في رحبِهَا
طردُ اليهودِ ورعبُها الإجلاءُ
الطِّفلُ يضحكُ في سماءِ ربوعِهَا
ما خافَهُ موتٌ ولا لأواءُ
كيفَ الوقوفُ على ملاحمِ حربِهَا؟
يا كبرياءُ لمَ الصَّبا أجواءُ؟
كم أنبتَتْ فجرَ المساجدِ أُمَّةً
والعربُ في كهفِ العمَى عرجَاءُ
من يشبهُ الوجهَ المليحَ ومَنْ يرَى
الرَّوضَ النَّضيرَ تثجُّهُ الأنداءُ
ظلَّتْ تواجهُ باغياتِ الوغدِ ما
وهنتْ ولا هانتْ لهَا أنحَاءُ
هي وحدُها والأرضُ كم جمعتْ لهَا
بئسَ العروبةُ.. طعنةٌ شوهَاءُ
نحنُ – اليمانيينَ – غزَّةُ جيشُنَا
في خطِّ دربِكِ نصرةٌ وفِدَاءُ
من أرضِ حميرَ زحفُنَا متواصلٌ
ما صدَّنا لَحْنٌ ولا إقْوَاءُ
زحفُ التَّظاهرِ صيحةٌ فتَّاكةٌ
ومنَ المُسَيَّرِ يسقطُ الأعدَاءُ
طِيريْ اسأليْ بحرَ العروبةِ غزَّةً
كيفَ انتحتْ نحوَ العِدَى العنقَاءُ
من مبتدَا اليمنِ السَّعيدِ مسيرُنا
ولنَا بغزَّةَ موعدٌ ولقاءُ
الرابط المختصر https://palfcul.org/?p=8718