غزة وعرب اليوم!! – قصيدة للشاعر رشاد بن جميل مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
لا الوعظُ يَنصُرُنا يوماً ولا الخُطَبُ
ولا الشِّعارَاتُ والتَّندِيدُ والشجَبُ
خَمسونَ عَامَاً دَعَوْنَا اللهَ يَنصُرُنَا
فَلا ٱنتَصَرنَا وَلا أعدَاؤنا ٱنسَحبُوا
وَكيفَ نُنصَرُ يا قومي بِلا سببٍ؟
وَليسَ في يَدِنَا سَيفٌ ولا خَشَبُ
اليومُ كالأمسِ لا خَوْفٌ ولا خَجَلٌ
النَّومُ بَاقٍ وَأرضُ الْقُدُسِ تُغتَصَبُ
كم أعرَبَ السَّاسةُ الحكَّامُ عن قَلَقٍ
عَن القَضِيَّةِ كم دانوا وكم شجبُوا
هم يُرعدونَ ومَا ثَارَت حَمِيَّتُهُم
وَيغضبونَ ومَا هَزَّ العِدا الغَضَبُ
وَيَرقصونَ وَسُحبُ الغزوِ تُمطِرُنَا
والحرثُ يُهلَكُ والأطفالُ تُرتَعَبُ
كم قَاعَةً جُمِعوا فِيهَا ومَا ٱجتمعوا؟
وَغادَروها وَهُم شَتَّى كَمَا ذهَبوا
يُهَدِّدونَ بِقطعِ النَّفطِ واعجبي
وَمَن سيَجرؤ لا قمحٌ ولا رُطَبُ
القَمحُ يُزرَعُ في أرضِ العدُوِّ لنَا
وَزَرْعٌ أوطانِنَا الإرهابُ والرَّهَبُ
وما فلسطينُ تَرجو نَصرَهم أبداً
هُم يدرِكونَ ولا تسألْ، ومَا السَّبَبُ؟
مَاتَ الرِّجالُ ولا يَبقَى سِوَى شَبَهٍ
منها وماتَ الإخا والدِّينُ والنَّسبُ
ولن يُرَجَّىٰ مِن الأكهَىٰ مُناصَرَةً
مَتَى النَّعَامُ الى الهَيْجاءِ تُجتَلبُ؟!
وهل يَهَابُ المَنايا مَن بِسَاحَتِها؟!
مَن جرَّبَ الموتَ مِنْهُ المَوتُ يَرتَهِبُ
كُنَّا إذا ٱصطرخَ المَظلومُ أمَّتَهُ
هَاجَتْ لِنصرَتِهِ بغدادُ أو حَلَبُ
وَجاشَ جيشٌ كَأَنَّ اللَّيْلَ طلعتُهُ
تَصغِي لِصَولَته الدُّنْيَا وتَعتَجِبُ
الْيَوْمَ يَحمرُّ وَجْهُ الأرضِ مِن دَمِنَا
لا ٱهتزَّ عرشٌ لِها فينا ولا شَنَبُ
يَعلُوالأنينُ بأرضِ الشَّامِ واأسفي
وفي العروبةِ يَعلُو الرَّقصُ والطَّرَبُ
مَاذَا تَخُطُّ يَدٌ التَاريخِ وَيْلَكُمُ
شَعبٌ يُبَادُ وَشَعبٌ هَمَّهُ اللَّعِبُ؟!
كَفَرتُ باللَّاتِ والعُزَّىٰ إذا رَجعَتْ
وعذتُ من شرِّ يومٍ كَادَ يَقتَرِبُ
https://palfcul.org/?p=10817رابط مختصر