13 January, 2025

عِطاشُ مَقَابِــرٍ- قصيدة للشاعر محمد مشلوف

عِطاشُ مَقَابِــرٍ- قصيدة للشاعر محمد مشلوف مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”

على حاجبِ الأحـزانِ تَعْلُو النَّواظِـرُ

إلى أَنْ.. وعيْنُ الأرضِ في الحُزْنِ شاعِرُ

ولا ذنبَ لي كالسُّنبُلاتِ إذَا احْتَمَتْ

بِطَـلٍّ وذَرَّتْ حاجِبَيْها البَيَادِرُ

يُشاطرُنَا خَوْفَ النِّهايَاتِ طِينُنَا

وَلَمْ تَنْقَطِعْ لِلْمَـاءِ فِينَـا أواصِرُ

وكـلٌّ بميقـاتٍ تُؤرْجِحُـهُ الـرُّؤى

يُصدِّقُ في بَدْءِ الهوى ما يُشاطِرُ

إلى أينَ؟؟ حيثُ الموتُ.. -شكرًا- إلى متى؟

طويلاً.. فخَطْوُ العُمْرِ -لا شكرَ- عابِرُ

ومحضُ احتمالٍ شَـرَّقَ البَيْنَ ظامئٌ

ومـا عُـذْرُ قلبي؟ غَرَّبَتْهُ العواثِـرُ

وسِرْنَا إلى المنْفَى عطـاشَ مقابِـرٍ

خِفافًا ثِقالًا… عَــلَّ تَحْنُو المَقابِـرُ

وكيفَ؟.. ويا تَحْنَانَهَا بِالأُلَى مَضَوْا

ويا إِلْفَهـا مِمّـا يُعِـدُّ الأواخِـرُ

مَلَأْنا فُرَادى أَكؤُسَ الإِلْفِ بالنَّوَى

وفي القلبِ جُرْحٌ -لا أبَا لَك- غائرُ

ومن نَزْفِنَـا تَسْلُو الخوافقُ بالغَضَى

هجيراً وأمّا بعدُ؟ تُطْوى الهواجِـرُ

لِتقتادَنا الأحلامُ في دهشةِ السُّرى

وتقْفو خطوطَ الذّكرياتِ الدّياجــرُ

وناءَتْ بأحمالِ الرَّدى عَبَرَاتُنَا

 ووفَّتْ عهودَ النّائباتِ الضّمائرُ

لَكَمْ خَبِرَتْ وجْهَ السِّنِينِ مَحَطَّةٌ

تقَلَّـدَهَا إِثْـرَ الأمَـاني مُسَـافِـرُ

وما ظَلَّ شيءٌ مَا تَقَلَّدْتُـهُ سِوَى

عُرُوبَتِنَا الثَّكْلَى بِقَلْبٍ يُكَابِرُ

تَقَـلَّــدْتُ وَجْهًا مِـنْ مَـرَائِـرها فَمَـا

تَنَاسَيْـتُ إِلّا وَاسْتَجَـدَّتْ مَــرَائِــرُ

يُدَرْوِشُني نَوْحُ الحَمَائمِ بَيْنَمَـا

تُعـانِقُ غُصْنَ الخافِقَيْـنِ الكواسِرُ

سَلُوا العيرَ إِذْ رُدَّتْ إليْنَا جِرَاحُنَـا

ومَرَّتْ بِهَا سَيَّارَةٌ..  مَا البَشَـائِرُ؟!

فَرُؤْيَايَ لَمْ تَحْمِلْ سَنَابِلَ غَضَّةً

ولَمْ يَـأْتِ عَامٌ بَعْدَ ذَلِكَ مَاطِـرُ

حَزِينٌ عَلَـى حُلْـمٍ تَعَـذَّرَ نَيْلُــهُ

وفي غُربَةِ الأَوْطَانِ حُزْنِي مُغايِـرُ

فلا اخْتانَ ترحَالٌ مَعَ الصَّحْبِ لَيْلَةً

ولاَ امْتَحَنَتْ سُهْـدَ الجُفونِ البَواكِـرُ

تَخِذْنا سِهَامَ الوَقْتِ جَمْعًا خناجِرًا

وفي البَيْنِ تُفْضي لِلرُّمَاةِ الخَناجِرُ

وطِيسًا بِأَسْيَـافِ المَنَايَـا مُؤبَّـدًا

لِمَنْ؟ لِلوغى تُحْمَى السُّيوفُ البواتِـرُ

فَكَـمْ مِـنْ قُلُوبٍ بَالِغـاتٍ حَناجِـرًا

ومَا انْتَبَذَتْ رَوْعَ القُلوبِ الحَناجِرُ

أَيَنْعَـــى مَوَاوِيـلَ التَّشَتُّـتِ شِعرُنَـا؟

أَتَرْثِي رُفَـــاةَ الحَالِمِينَ المَنَابِــــرُ؟     

وفوقَ كُسُـورٍ لم تَطِبْ عَبَرَاتُهـا

تُوَارِي رَمِيمَ الأمْنِيَاتِ الخَوَاطِرُ

وتَسـألُ طَـرْفاً لا تُدِينُ شِفـارَهُ

عُيونٌ: أَمَا لِلصَّمْتِ كالمَوْتِ آخِـرُ؟!

 https://palfcul.org/?p=11458رابط مختصر

Font Resize