عتاب – قصيدة للشاعر سعيد بوشبورة مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
هُزّي إليك بجِدعِ الذُّلِّ واقتطفي
إلّا فلسطينَ، رُدّي البابَ وانصرفي
يا أمَّةً لم تدعْ عارًا لجِيلِ غدٍ
وجاوزت كلَّ عهدٍ قمةَ القرفِ
ولا لها ما تواري قبحَ سوأتِها
بهِ منَ النَّخوةِ الأدنى أو الشَّرفِ
ولا منَ العِرضِ إلَّا أن تُدنِّسهُ
ولا لها في لقاءِ العِزِّ من صُدَفِ
ولو تنبَّأَ إبراهيمُ ذُلَّكُمُ
دعا الإلهَ أنِ اعتقْني منَ النُّطفِ
“اقرأ” فلم تقرأي إلَّا مُنافِقةً
وما أُعِدَّ رباطُ الخيلِ للهدفِ
مُزِّقتُمُ شيعًا إذ قيلَ “واعتصموا”
والكُلُّ من طرفٍ يبتزُّ في طرفِ
وإنّما تعشقُ النَّفسُ التي رخُصت
جلّادَها، من خضوعِ اللامِ والألفِ
حتّى اشمأزَّ فمُ التَّاريخِ ذِكرَكُمُ
إذ صِرتمُ مضغةً من أنتنِ الجيفِ
قبِّحتُمُ يا ملوكًا من زبانيةٍ
أضعتموها فضِعتُم في رَحَى الأسفِ
وكم رخيصةِ وعدٍ، كنتَ تحسَبها
من النياشينِ في بِزَّاتها ستفي
والوعدُ في مبدأِ الأنذالِ مضحكةٌ
ذي سنَّةُ الكونِ فاسألْ غابرَ السَّلفِ
كالمومساتِ مطيعاتٌ إذا عقدَ ال..
قوَّادُ صفقةَ من يسعى إلى التَّرفِ
وحينَ يقضي الذي يسعى قذارتَهُ
نددنَ بالسِّعرِ إن وُلِّينَ للغرفِ
فالصَّدرُ ضاقَ بأحلامٍ نخبِّئُها
والكأسُ فاضت بحِقدِ الشِّعرِ فارتشفي
الآنَ عودي “فلسطينَ الهدى” لنَرى
نورًا منَ اللهِ في المشكاةِ فيكِ خَفي
قد كلتِهِم بصُواعِ الأكرمينَ دمًا
فبَادَلوكَ بسُوءِ الكَيْل والحشَفِ
هذا احتراقُ يقينٍ إذ يعاتبُكُم
منَ الحشا جوهرٌ من لؤلؤِ الصَّدفِ
من عاشقٍ أتلفَ الخِذلانُ لوعتَهُ
إذا مرِضتِ اشتكى أو إن شُفِيتِ شُفي
رابط مختصر: