9 December, 2024

طُهْرُ الحِجَارةِ – قصيدة للشاعر خالد الباشق

لِمَنْ أُغَنِّي لِمَنْ أَشْدُو لِمَنْ أَهَبُ

شِعْري وغَــزَّةُ فِيْها الكُلُّ يَنْتَحِبُ؟

لِمَنْ سَأَضْحَكُ… لَو حَاوَلْتُ مِن فَرَحٍ

وفَأْسُ صِهْــيُونَ في الأَرْواحِ تَحْتَطِبُ؟

وكَيفَ أَمْضَغُ خُبْزِي والجِيَاعُ قَضَوا

في أَرْضِ غَــزَّةَ لاكُوا المَوتَ واحْتَسَبُوا؟

بأَيِّ عَينٍ سَأَمْشِي في الدُّرُوبِ وقَدْ

نَادَتْ عَلَيْنا ومَا أَجْدَى بِنَا العَتَبُ؟

أَغَــزَّةٌ بَلَدٌ لِلْعُرْبِ قَدْ نُسِبَتْ؟

حَاشَا فعيبٌ لَها لو سُمّيت عَرَبُ

وكَيفَ لا وجَمِيعُ الأَقْرَبِينَ لَها

لَمَّا أَرَادَتْ مُعِينًا كُلُّهُمْ هَرَبُوا

خَافُوا إِذا غَضِبَ المُحْتَلُّ يَجْعَلُهُمْ

مِثْلَ المَطَايا وجُبناً هَكَذا انْسَحَبُوا

أَينَ الكَرَامَةُ يا مِلْيارَ مُبْتَهِلٍ؟

لا الغَيرَةُ اشْتَعَلَتْ لا أَرْعَدَ الغَضَبُ

مَاذا سَأحْكي عَنِ التَّاريخِ واخَجَلي

وإن سُئلتُ فقولي فيهِ مُقتضِبُ

تَقَاعَسَ العُرْبُ حَتَّى هَانَ مَقْدِسُهُمْ

وصَاحِبُ الأَمْرِ جُبْنًا ظَلَّ يَرْتَقِبُ

وكُلُّ مَا نَقَلَ الإِعْلامُ عَنْ عَرَبٍ

أَمَامَ قَاتِلِهِمْ بالذُّلِّ قَدْ شَجَبُوا

فالسَّيْفُ في الغِمْدِ قَدْ أَعْيَا بِهِ صَدَأٌ

والمُسْلِمُونَ على وَهْنٍ بِهِمْ سُلِبُوا

سَتَلْتَقِي غَــزَّةٌ عِنْدَ الإِلَهِ وَكَمْ

سَتَشْهَدُ الأَرْضُ عَمَّنْ بالخَنَا احْتَجَبُوا

نَامُوا على العَارِ عِيْشُوا في مَرَاتِعِكُمْ

كَمَا الصَّعَالِيكُ ولْيَأْكُلْكُمُ الجَرَبُ

هَاتِيكَ غَــزَّةُ أُمُّ الأَنْبِياءِ وذَا

تَارِيخُها شَرَفٌ أَحْجَارُها ذَهَبُ

أَلَمْ

تَكُنْ مُنْذُ أَجْيَالٍ وأَزْمِنَةٍ

فَوقَ الخَرَائِطِ في أَمْجَادِها تَثِبُ

هِيَ الَّتِي نَحْنُ مِنْها نَرْتَجِي شَرَفًا

والفَخْرُ لَمَّا لَها بالإِسْمِ نَنْتَسِبُ

أَبْناؤُها في مَصَدِّ المَوتِ قَدْ ثَبَتُوا

ولَمْ يُبالُوا ففِيْها تَفْخَرُ الرُّتَبُ

قَدْ عَلَّمُونا دُرُوسًا دُونَ مَدْرَسَةٍ

هُمُ المَنَاهِجُ والأَقْلامُ والكُتُبُ

الطِّفْلُ مِنْهُمْ كأَلْفٍ مِنْ مَرَاجِلِنا

وبالنِّسَاءِ لِزَهْوٍ يُبْهَتُ العَجَبُ

لَولا المَخَافَةُ مِنْ رَبِّي حَجَجْتُ لَها

وطُفْتُ فِيها وَلِي في رُكْنِها إِرَبُ

ولِلصَّلاةِ بِها يَمَّمْتُ تُرْبَتَها

ولِلسُّجُودِ أَسَرَّتْ دَمْعَها الهُدُبُ

أُلَمْلِمُ الحَجَرَ المَقْصُوفَ في وَجَلٍ

حَتَّى أُقَبِّلَهُ أَو كِدتُ أَقْتَرِبُ

ومِنْ هُطُولِ بَقَايا دَمْعِها بِيَدي

أُزَمْزِمُ المَاءَ ذاكَ المُشْتَهَى العَذِبُ

بِئْسًا لِكُلِّ قَصِيدٍ لا يُقالُ لَها

فَلْيَصْمُتِ الشِّعْرُ ولْيَسْتَشْهِدِ الأَدَبُ

 https://palfcul.org/?p=13088رابط مختصر

Font Resize