طَبَقُ الحِنْطَة – قصيدة للشاعر عبد الناصر عبدالمولى أحمد مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
الطِّفلةُ في يَدِهَا طَبقٌ
مَمْلُوءٌ بِالحِنْطَةِ
تَنْثُرُهَا
فوقَ الدَّرْبِ
ليأكلَ طَيرُ
الحُرِّيَّهْ
والطَّيرُ الفَرِحُ بِحِنْطَتِهَا
يرْقُصُ
بِجَنَاحِيهِ
ويَمْضِي فَوقَ تِلالٍ بِيضٍ
والسُّحبُ تَدَانَتْ
بالغَيثْ
شَجَرُ الزَّيتُونِ
سَيَنْعَسُ هَذِي الليلَةَ
إنْ صَمَتَ
القَصْفْ
ويمرُّ الليلْ
والقمرُ يدَاعِبُ
شَعْرَ الطِّفَلَهْ
يَخْطِفُ من وَجْنَتِهَا
قبُلَهْ
يَهْمسُ هَمْسَةَ شَوقٍ
يَصْعَدُ في غَفْلَهْ
والأمُّ تَشُدُّ لحَافًا
فوقَ البِنْتِ تنامُ
كَبِيضَاءِ الثَّلْجِ
وذَاتِ الهِمَّهْ
خَافتْ أُمُّ الطِّفَلةِ مِنْ لَسعِ البَرْدِ
فَغَطَّتْهَا
في جَفْنِ الكَونِ النَّائِمِ
عَنْ صَخَبِ الحلمْ
في الصبح..
تَعُودُ البِنْتُ
بِنَفْسِ الطَبقِ
لِنَفْسِ الدَّرْبِ
يُصَابُ جَنَاحُ الطَّائِرْ
بِرَصَاصِ الغَدرْ
وبِصَدْرِ البِنْتِ
رَصَاصَاتٌ
تَثْقُبُ
حُلمَ الفَجْرِ
تُعَكِّرُ
لونَ الحُبِّ
وتَنْثُرُ نِيرانَ البُغْضِ
أخُوهَا البَاكي دَوْمًا
يَذْكُرُ عَادَتَهَا
في كلِّ صَبَاحِ
يَخْرُجُ نحو القَبْرِ
ويَنْثُرُ فَوقَ
رِمَالِ الذِّكْرَى
حَبَّاتِ الحِنْطَهْ
https://palfcul.org/?p=10492 رابط مختصر