ما اراد ان يقوله طفل من غزة فقد عائلته قبل إصابته برصاصة غادرة
أوّاهُ يا قلقًا يستامُهُ القلقُ
وعمرُ طفلٍ بغيرِ اللهِ لا يثقُ
مضمَّخٌ بدماءٍ ليسَ يعرفُها
مشتَّتٌ بينَ من ظلّوا ومن سبقوا
كفكرةٍ بينَ كفِّ الرِّيحِ مسكنُها
في ليلةٍ من شتاءِ العمرِ تُستَرقُ
أو ريشةٍ في تخومِ البحرِ غافيةٍ
لا تستريحُ وقد أهوى بها الغرقُ
أو نسمةٍ في هدوءِ الفجرِ تحسبُها
روحاً الى الملأِ الأعلى ستنبثقُ
أو شهقةٍ بينَ رعدٍ والدُّنى مطرٌ
في ليلةٍ منذُ ألفٍ ما بها شفقُ
أو وردةٍ خِيطَ لونُ الفجرِ من دمِها
كأنَّها لاحتفالِ الموتِ تأتلقُ
أو دمعةٍ في عيونٍ ليسَ يعرفُها
إلّا الذي أظلمت في وجهِهِ الطُرُقُ
معذّبٌ بينَ بيتٍ صارَ يسكنُهُ
عصفُ الرياحِ وفي أردانِهِ غسقُ
تعوَّدَ الموتَ حتّى صارَ ديدنَهُ
من هولِ محنتِهِ بالموتِ يختنقُ
الصُّبحُ في شرعِهِ ماءٌ سيشربُهُ
أو لقمةٌ في غيابِ النَّاسِ تُرتَزقُ
كالطَّيرِ يحلمُ أن ينأى بموطنِهِ
كأنَّهُ لبغاثِ الطَّيرِ يستبقُ
يا ألفَ ليلٍ على أسوارِ غربتِنا
في موطنٍ لم يزلْ تاريخُهُ القلقُ
معذّبٌ بينَ كوني ميّتٌ جسداً
وبينَ روحٍ لهُ يوماً ستنعتقُ
في موطنٍ غِيل لونُ الفجر في دمِهِ
كغصّةٍ في حلوقٍ ما بها رمقُ
رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=12754