كنارٍ بصدريَ لا تنطفي
وقد صارَ ضلعيَ ذا موقدا
أردُّ السَّلامَ على من رأيتُ
خلودَ السَّماءِ لهم موعدا
فغزَّةُ راحت تزفُّ البناتِ
بساحةِ هذي الدِّماءِ النَّدى
ترى كيفَ ضاقت بنا الأغنياتُ
وشجوالى الثكالى بالشارقة المدى؟
هنا يا بلادَ الأناشيدِ عنّي
ويا من ترونَ ال هنا أبعدا
فتاةُ العروبةِ بينَ اللئامِ
تُنادي أخاها يردُّ العدا
وأنتم تَصيحون خلفَ الجِدارِ
تَهيبونَ بالموتِ كُفَّ يدا
فأضحك من فرطِ هذا البكاءِ
ومن قولِ سوفَ نجيءُ غدا
أقوللي لطفلي قموبعني
ولا تنظرِ القدسَ أن تولدا
على كفِّ من أورثوكَ اللجوءَ
وسمَّوْك في الأرضِ مُستبعَدا
تعالَ لندخلَ بابَ الخليلِ
ونضربَ للعودةِ الموعدا
فرغمَ السَّبيلِ الذي تهتَ فيهِ
ورغمَ الضَّبابِ الذي قد بدا
أنا كُوّةُ الحِصنِ أرمي السَّهامَ
على من يجيئون بعدَ المدى
فما كانَ للجرحِ أهلٌ بقلبي
ولا كانَ للوهمِ ما أنشدا
ما لي تركتُ الأحايينَ تمضي
وقد قِيلَ عن يومِ ذا ما عدا
كأنّي نسيتً أسرِّحُ شعري
وقمتُ أهزُّ نخيلَ الرَّدى
سيذكرُني بعدَ جيلٍ غناءٌ
فلسطينفلسطين نشجكود
أنا بنتُ أرضٍ تُجيدُ الحياةَ
فلا عادَ ما كانَ حينَ اعتدى
وأنبتُ بينَ الصُّخورِ غصونًا
تكونُ ليَ الوردَ والموردا
بشرقيَّ مريمُ تُزجي الأنينَ
وتحملُ للكونِ فجرًا بدا
وأرسلُ موكبَ عزّي فخارًا
يجوب الدياري ويحيي الهدى
ليَ القُبّةُ القِبلةُ القدسُ لي
وقد دامتِ الأرضُ لي مسجدا