11 February, 2025

صرخة القدس – قصيدة للشاعر أحمد الجعمي

أمَّتي هَلْ مِـنْ ناصِـرٍ أو مُــــــــنادِ؟

نَحْوَ قدسٍ مُسْتَصرِخٍ بِـــالجِــهادِ

أيْنَ سَيفٌ تَكَسَّرَتْ يا صـــلاحَ الدِّ

ينِ فـــيهِ للغاصِبــــــينَ الأيــادي؟

يَوْمَ (حِـطِّينَ) أُشْعِلَتْ أرضُ يــافا

مِنكَ نــصْراً وهلْ لَهُ مِــــنْ مَــعادِ؟

لَمْ يَعُدْ بينَ أُمَّـــتـــي أيُّ عِــــــــزٍّ

فِي زَمَـــــانٍ تَرَبَّــــعَتْهُ الأعــــادي!

أخْضَعَتْ كُلَّ حَــــاكِمٍ فِي رُبَـــانا

مُرجِفٍ بْـــــلْ  وخـَـائنٍ لِلْعِــبــــــادِ

بِئسَ مَـنْ سَاوَمَ الأَعَادِي وأضحىٰ

يَـــتَــمَاهَــىٰ مَــعَ الْقُرُودِ الْــعَــوَادِي

صَرْخَــةُ القُدْسِ أيْقَظَتْنِي وَحَوْلي

نـِـــــصفُ مــــــــليارِ مُسْلمٍ  كَالْجَمَادِ

نَخْوَةُ العُرْبِ كــــلَّ يَـــــــوْمٍ أَرَاهَا

تَتَلَاشَىٰ عَــــلَىٰ شَفِيـــــــــرِ النَّـــفادِ

نَخْوةُ العُرْبِ أُخْمِدَتْ فِي ضَــــمِيرٍ

بَــاتَ أَحـــوى غُــــثاؤُهُ كالرَّمـــــادِ!

(عَــــــــقَدُوا أَلْفَ قِـــــمَّــةٍ) كَسَــرَابٍ

يَتَرَاءَىٰ إلىٰ عــــــــيُونِ الصَّــوَادي

لا تَلُمْنِيْ إنْ قُلْتُ حَـــــــرْفاً كَئــيباً

حِيْنَ يَنْثالُ مِـــنْ ثنايا مِــــــدَادِي

أرَّقَ الليلُ مَــضْـجَعي  وَخَــــيـالي

خَلفَ ربْــعِي يَــــــهيمُ في كُلِّ وادِ

يَعْبُـــرُ الكــونَ طالما وابْـــنُ ديني

فِي سُباتٍ ومُـــــقْلَتي فِـــي سُهادِ

تستهلُّ الدُّمُوعُ فَـــــوْقَ خُـــدُودِي

مِثْلَ سَيلٍ بَعدِ انْصِبَابِ الغَـــــوَادي

طِفْلةٌ تَسْتَغٍيْثُ فِي القُدْسِ تـــَبْكي

تُشْعِلُ النَّارَ فِي نِــــــــياطِ الفُـــؤادِ

خَلَّفَ الْقَصْفُ خَلْفَهُ الكلَّ قــــــتلىٰ

ضَعْضَعَ الحُــــلْمَ بالسِّــلاحِ المُعَادي

قَد ْرَمَاهَا للْخَوْفِ يـــَـــقْتَاتُ مِنْــــهَا

قَـــــــدْ رَمَـــــاهَا بـــِغَيْرِ مــــاءٍ وزادِ

يَا فَلَسْطِيْنُ تَــفـتـدِيكِ حَيَاتِي

وَلِعَيْنَـيْكِ سَوْفَ أُهْدِي عــــــتـــادِي

يَا فَلَسْطِينُ أَنْتِ رُوحِيْ وَنَــــــبْضِي

يَا وَمِيْضَ الْهَوَىٰ وَأَقْصَىٰ مُــــــرَادِي

أَنـــــتِ يا مُهْجَةَ الْعُرُوبَةِ يَــــــا قُــــدْ

سُ وَيَــــا مِـصْبَاحَ الْهُـــدَى للـــــبادي 

لاْ تـَـظُـــنِّــيْ أَنَّ اليماني بعيدٌ؟

بَلْ سَيَأْتِيْ لِلْقدْسِ بِالنَّفْسِ فَــــــــــادِي

إِنَّمَا النَّصْرُ عَنْ قـَــــرِيْـــبٍ سَـــيـَــأتي

حِينَ تَأتِيْ (جَــــــحَافلٌ) مِنْ بـِــــــلَادٍي

تِلكَ بُــشرَىً سَــتَمــتَطيها جـــيوشٌ

يـــومَ تَعدو بِـــــالصَّافِـناتِ الجِيادِ

https://palfcul.org/?p=12674 ربط مختصر 

Font Resize