في لحظةٍ، انفجارٌ ضخمٌ هزَّ المكانَ!
شظايا وحجارةٌ وبارودٌ ودخانٌ أسودُ!
منظرٌ من رآهُ ولَّى منهُ فرارًا، ومُلِئَ قلبُهُ رعبًا واشتعلَ رأسُهُ شيبًا.
صراخٌ وعويلٌ ملأَ المكانَ!
الطفلُ الرَّائعُ يامن ارتقى شهيدًا!!
الوسيمُ يوسفُ بُتِرَت رجلُهُ!
وآخرونَ كثرٌ جرحى يطلبونَ النَّجدةَ.
ليسَ هناكَ ما بعدَ ذلكَ سوى الآلامِ، والدَّعواتِ لأَنْ تكونَ أمّي وأبي والأحبَّةُ والآلاءُ بخيرٍ.
لوهلةٍ صعدتِ الرُّوحُ إلى السَّماءِ.
وإذا بها تخرجُ لي منَ الجنَّةِ.
وكأنَّها ملاكٌ طائرٌ بجناحينِ.
نورٌ أبيضُ وكأنَّها لؤلؤٌ لامعٌ.
لامست يداها الناعمةُ يديَّ؛ حاملةً بيدِها إبرةً وبضعةَ محاليل.
دقَّ قلبي خوفًا من هولِ المنظرِ!
تبسَّمت حتَّى تفتَّحت ورودُ وجهِها!
يا ربّي ما أجملَ ابتسامتَها وما أجملَ وجنتيها الوردية!
قالت لا تخف يا قلبي، فقلبي سيتألَّمُ إن تألَّمتَ.
ملأتْ شراييني النازفةَ بدمائِها الكوثريةِ.
وحاكت صدري بخيوطٍ حريريةٍ.
وأعطتني جرعاتٍ كثيرةً منَ الحبِّ والسَّلامِ.
ودَّعتْني بقبلةٍ على كتفي بيقينِ الشِّفاءِ.
ورحلتْ صاعدةً إلى قصرِها بالجنَّةِ.
وعدتُ للتغييرِ على الجروحِ وجبرِ الكسورِ.
هذا ما خفَّفَ عليَّ أيَّامي الثقالَ.
ولو بقيت حكيمتي هنا لما تألَّمتُ في إصابتي برهةً.
حيثُ هناكَ اغتسلت لمثواها الأخير.
وهنا اغتسلتُ من ذنوبي كفارةً.
رحمَ اللهُ أمَّ شام؛ ملاكي ملاكُ الرَّحمةِ وزوجُها.
والحبُّ والسَّلامُ لآلائي وأحبَّائي.
رابط مخصر: https://palfcul.org/?p=12753