17 March, 2025

رِسَالَةٌ مِنْ شَهِيْدٍ – قصيدة للشاعر إبراهيم العدل

كَفْكِفْ دُمُوْعَكَ لَيْسَ يَوْمَ عَزَائِي

وَارْحَلْ بِشِعْرِكَ قَدْ كَفَاكَ رِثَائِي

مَا مَاتَ عَبْدٌ يَشْتَرِي مِنْ رَبِّهِ

بَلْ صَارَ حَيًّا مَعْشَرَ الْجُبَنَاءِ

فَاكْتُبْ عَلَى قَبْرِ الشَّهِيْدِ قَصِيْدَةً

أَرْسِلْ سَلَامَ الْقُدْسِ لِلشُّهَدَاءِ

وَاخْلَع حِذَاءَكَ إِنْ مَشَيْتَ عَلَى الثَّرَى

إِنَّ التُّرَابَ مُبَارَكٌ بِدِمَائِي

وَمِنَ النِّسَاءِ إِذَا أَرَدْتَ بُطُوْلَةً

فَبِغَزَّةٍ أَلْفٌ مِنَ الْخَنْسَاءِ

لَا طَفِلَ أَعْظَمُ مِنْ طُفُوْلَةِ مَنْ رَمَى

وَجْهَ الْعَدُوِّ بِأَلْفِ أَلْفِ حِذَاءِ

يَا سَائِلِي عَنْ غَزَّةٍ مَاذَا جَرَى

مَا عَادَ مِنْهَا غَيْرُ ذِي الْأَشْلَاءِ

ابْنِي وَأُمِّي وَابْنَتَايَ وَزَوْجَتِي

مَاتُوْا جَمِيْعًا تَحْتَ هَدْمِ بِنَاْئِي

يَا سَائِلِي.. قُلْ لِلْعُرُوْبَةِ مَنْ أَنَا

فَلَرُبَّ عَاقٍ يَسْتَحِي لِنِدَائِي

هَلْ كَانَ يَعْرُبُ فَارِسًا وَمُنَاضِلًا

أَمْ كَانَ يَخْشَى الزَّحْفَ لِلْأَعْدَاءِ

أَيْنَ الْخُيُوْلُ الْقَادِحَاتُ أَلَمْ تَشَأْ

شَرَفَ النِّزَالِ وَرَفْعَهَا لِلِوَائِي

وَمَتَى الْقُلُوْبُ تَهُزُّهَا أَشْلَاؤُنَا

وَوُقُوْعُ قُدْسِي فِي يَدِ السُّفَهَاءِ

وَلكَمْ صَرَخْتُ: عَدُوُّكُمْ مُتَرَبِّصٌ

وَمُخَادِعٌ لَا تَأْمَنُوْا لِمُرَائِي

فَلَكَمْ سَعَى هُوَ وَالطُّغَاةُ لِدَوْلَةٍ

بَيْنَ الْفُرَاتِ وَنِيْلِنَا بِدَهَاءِ

لَكِنَّنِي فِي خَنْدَقِي مُتَحَفِّزٌ

بِعَقِيْدَتِي وَعَزِيْمَتِي وَإبَائِي

وَلَسَوْفَ أَصْبِرُ طَالَمَا فِي مُصْحَفِي

نَصْرُ الْإِلَهِ بِسُوْرَةِ الْإسْرَاءِ   

رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=12662

Font Resize