روح الروح – قصيدة للشاعر أحمد محمد جاد مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
أيَنبُعُ الصَّبرُ مِن جَنبَيكَ يا رَجُلُ
أصَخرَةٌ أنت أم يا صاحِبي جَبَلُ؟
مَن يَحمِلُ الرُّوحَ في كفّيهِ مُبتَسِماً
صَبراً، وَقد ذَرَفَت مِن حَولِها القُبَلُ
للّهِ قَلبي إذِ الأحزانُ تَعصرُهُ
والدَّمعُ يَهمِي وَقَد يَجري بِهِ الخَجَلُ
رُوحٌ منَ الرُّوحِ قد سُلَّت تُسائِلُني
أمَا لِغيرِ الرَّدى قَصدٌ وَمُرتَحَلُ
أينَ الأمانُ وَبَيتي لا يُؤمِّنُني
لم تَنجُ عَيني وَخَانَت جَفنَها المُقَلُ
وَقَد رَآني جَميعُ النّاسِ قَاطِبَةً
بِثَوبِ مَوتي فَلا قَالوا ولا فَعَلوا
وَذُروَةُ الأمَلِ المَرجُوِّ في وَطَنِي
بَعضُ الأَمَانِ وَقَد أغرى بِنا الأمَلُ
جَفَّ الفُرَاتُ وَجفَّ النِيلُ وَاحتُضِرَت
أمجادُ قَومي إذِ الزَّيتونُ مُعتَقَلُ
لم يبقَ في وطني مجدٌ يراودُني
قدَّت قميصَ العُلى – يا يوسفُ – البِدَلُ
قدَّت مكارمَنا التِّيجانُ في وطنٍ
ضلَّ الطَّريقَ وقد شطَّت بِهِ السُّبُلُ
تبقى الدُّموعُ ذنوباً في مَحاجرِنا
وأقتلُ الدَّمعِ ما يُبلى بِهِ الرَّجُلُ
دمٌ يفوحُ وكلُّ الأرضِ قاتلةٌ
وباتَ كالسَّيفِ في أحشائِنا الخجلُ
كَيفَ النَّجاةُ وقد ضاقت حَناجِرُنَا
حتّى البُكا أَسَفاً ما عَادَ يُحتَمَلُ
الآنَ والموتُ قد أبدى نواجذَهُ
شكوايَ للهِ مما قصَّرَ الأهَلُ
الرابط المختصر: https://palfcul.org/?p=9021