10 February, 2025

رسالة من تحت الأنقاض – قصيدة للشاعر رامي ونوس

 رسالة من تحت الأنقاض – قصيدة للشاعر رامي ونوس مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”

 صوتًا منَ الوجعِ الشَّهيدِ طريَّا

عبرَ الفناءَ إلى البقاءِ.. نبيَّا

وعلا إلى اللاهوتِ يقرأُ باسمِهِ

من خانَ أرضَ القدسِ ماتَ شقيَّا

تنهارُ أسقُفُنا على أجسادِنا

مثلَ (الشَّراشفِ) …. بكرةً وعَشيَّا

وكأنَّما أجسادُنا اختارتْ لها

تحتَ الحجارةِ مَوطنًا أَبديَّا

وننامُ تحتَ الرَّدمِ.. فرشتُنا دمٌ

فإذا بوجهِ الرُّوحِ صارَ قَصيَّا

ولدي تشظَّى فوقَ ربوةِ حلمةٍ

والثَّديُ منفجرٌ يصيحُ بُنيَّا 

وحليبُ كوثرِهِ تجمَّدَ في فمٍ

أطرى يباسًا لا يزالُ نَديَّا 

وأبي تبعثرَ جسمُهُ.. يَدُهُ تئِنُّ

ورِجلُهُ ثكلى.. وبعضُ مُحيَّا

يا موسمَ القُبلاتِ فوقَ جبينِهِ

حَصَدَ الزَّمانُ بوجهِهِ زكريَّا

أمِّي ودعوتُها ونزفُ تميمةٍ

وأصابِعٌ يبسَتْ على خَديَّا

وفراتُ تاريخِ الطُّفولةِ لم يزلْ

نهرًا يَشقُّ القَحلَ في شَفتيَّا

(أنا يوسفٌ) والجبُّ أرحمُ إخوتي

لمَّا ببخسٍ قد شَرَوْني دَنيَّا

يا ربُّ لي لغةٌ تعزُّ على دمي

والضَّادُ أغلى في الوجودِ لَديَّا

لكنَّ إخوةَ أحرفي (لفظوا) العروبةَ

لم يَعُدْ قرآنهُمْ عربيَّا

خانوا الرَّسولَ وكلَّ ما أوصى بِهِ

صَلبوا مسيحًا في المهادِ صَبيَّا

يا ربُّ أوجعَني الصُّراخُ وشقَّ

حنجرتي ولم يُسمعْ نِدائيَ حَيَّا

نقتاتُ من رئةٍ تبخَّرَ خبزُها

ونعضُّ أطرافَ الهواءِ مَليَّا

إنَّا اتَّخذْنا منَ الحطامِ مكانَنا

لا نخلةً.. لا مسكنًا شَرقيَّا

هزَّتْ دموعُ قلوبِنا جذعَ الجراحِ

تساقطَ الموتُ العتيقُ فَتيَّا

يا ربُّ هذي الأرضُ قد ضاقت على

أرواحِنا.. والموتُ صارَ حَفيَّا

  https://palfcul.org/?p=10884رابط مختصر

Font Resize