رحلتنا الطويلة – قصيدة للشاعر عامر شارف مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
هذي قضيَّتُـنَا .. لكمْ فيهَا يدٌ دمَوِيَّةٌ تنــهالُ شرَّ الاعتِدَا
هلْ أخْتفِي بالصَّمتِ كي أتَبَدّدا أو أحتـفي بالرَّدِّ كي أتَجَدَّدا
أو أرتـمِي في الـموجِ مثلَ مغامِرٍ أو أرتـمِي في النَّومِ كيْ أتـمدّدَا
أو أَزدهِي بالـقولِ عبرَ قَصائِدِي أو أكتَــفِي بالنّسْلِ كيْ أتَعَدَّدَا
أنَا لن أُفكِّـرَ بعـدَها إلّا معِي شعـبٌ يـجيءُ برأيِهِ متوحِّدَا
فإذا القلوبُ تعلقتْ بأُصُولِها فَتَيَقَّنُوا أنَّ القُدُومَ عَلَى هدى
الحزمُ قدْ أمْضَى صحَائفَ بيْنَـنَا والعزْمُ في فكرِ الشُّعُوبِ تأكَّدا
أَنَّ العزيـمةَ في الشّعوبِ مقَامُهَا حرفٌ على شفةِ البلاغةِ رَدَّدَا
ولتقرَؤوا بعدي أناشيدَ القَضَاءِ فَـكَمْ نَسَجْتُ الأمنياتِ مُغرِّدا
يا ثالثَ الـحرَمَينِ يَا نجمَ الدُّجَى وطـنٌ رعَاهُ الأنبيــاءُ تَهَجُّـدَا
القدسُ رحلتُــنا الطَّويلةُ عُمْرُنَا خبرٌ بلاغتُهُ انتِصَارُ الـمبتَدَا
هذا التُّـرابُ تُرابنَا .. لا تـحلُمُوا فلأنَّ في يافَا سـنحضُرُ موعدَا
وسـَماءُ هذا الأفْقِ ليسَ سـَمَاءَكُمْ في ليلةِ الإِسرَاءِ نذكُرُ أحمَدَا
أعشابُ هذِي الأرضِ تنمُو منْ دمِي أنَّــى تراها مرَّةً لَكَ سُــــجَّدَا
الـصَّخْرةُ الأولَى لنَا.. في “طُولكَرَمْ” إنْ قلتُ: إيثيرَا لنَا.. والـمسجِدَا
الـخيمـةُ الأولَى.. بـحِيفَا خـيمَتِي آثارُنَا تـبدُو بيافَـا سرمَدَا
ودروبُ هذي الأَرضِ ليسَ دُرُوبَكُمْ أبدًا.. وكلُّ غُبارِكُمْ يُذْرَى غَدَا
والرَّبْوَةُ الـغــنَّاءُ تُنشِـدُ عِزَّنَا والفاتـحـونَ حَقيقَةً لنْ تُجْحَدَا
لكُمُ الهشيمُ الـميْتُ في أوهامِكُمْ والقمحُ في كفِّي يُعانِقُهُ النَّـدَى
لكُمُ الـمديحُ الـمُرُّ في كلِمَاتِكُمْ لا مدْحَ في كَلِمِ الجَريحِ.. ولوْ حَدَا
فجذورُنا في القُدسِ منذُ ولادةِ الإنسانِ في الأوطانِ.. لن نَتَوَدَّدَا
حقٌّ على حقِّ الـبـقَاءِ قِلاعُنَا وهلِ الـبَقَاءُ مع الفِداءِ استُبعِدَا
طفلٌ على متــنِ البطُولةِ قادمًا يتلُو نشـيدًا للشَّـــهادةِ أمردَا
يَـنْحُو لكُمْ برصاصِهِ.. لا ينحَنِي فالطّفلُ جادَ بروحِهِ كيْ يُولَدَا
هُبُّوا إلـى عَجَـمٍ علَى وثَنيَّةٍ مـحمودُ قالَ سيُوفُنَا لنْ تُغْمَدَا
سكتتْ خِطَاباتِي توارثَهَا الصّدَى لغةً تـشكِّلُ للتّـصَدِّي “أَجْنِدَه”
ولقدْ سَكَبْنَا فِـي الأكُفِّ مجامِرًا إيـمانَ عزمٍ بالقـِصَاصِ تـوعُّدَا
من صولةِ الإيــماءِ طلعةُ صرخَةٍ للصَّمتِ هزّاتٌ إذا ما أرعَدَا
فَإذا همَى العـربيُّ يُسرِجُ خيْلَهُ إلا أجـلَّ جهـادَهُ.. واستَشهَدَا
وإذَا هَمَى العَرَبـيُّ أشْعلَ خطْوَهُ يطوي أناشيدَ الـحياةِ لِيَحْصِدَا
يا دهشتِي قُصِفتْ منارةُ قُدسِنا بالأمسِ تفوِيضًا.. فهلْ بَلَغَ الصّدَى
خَجِلتْ شفاهي حينَ قلتُ قصائدِي ناديتُ حيفَا لا أحبّكَ مُـنشِدَا
من ذا توسَّدَ في الرَّصِـيفِ توجعًا بطلٌ يُعانقهُ الأسى متفرِّدا
كم أشتهِي أن لا أقولَ عروبتي ضاعتْ وتاريخي تشامَخَ سيِّدَا
وَحْدِي قرأتُ عروبتي وشَهَدْتُ عن شعـبٍ عريقٍ في الـحروبِ توحَّدا
ماذا أقـول لـمن يهَـدِّدُ قدسَنا وعلى الحدودِ يـمُدُّ في يدِهِمْ يدا
هل من كِـتابٍ أَسـتَفـِزُّ قبــيلةً قتلتْ إمامَ قبيلتي .. والـمُرشِدَا
غَزَّاويًا قَبـلَ الكتابةِ غاضــِبًا خاطبتُهم.. واليومَ مَنْ سمِعَ النِّدَا
في أضلعي “رامَ للَّه” كم عانقتُهَا باسْمِي سَأضْحَى مُهْلِكًا أو مُنْجِدَا
فـبنيتُ أبرَاجًا شــــوامخَ عزَّةٍ عانقتُ حلماً في دمِي مستعْـــبَدَا
تاريـخُـنا العربيُّ يَصهـلُ إِرثُهُ غضَبًا.. تَجـَلَّى في القـصِيدِ مُهَنَّدَا
تاريـخُـنا العربيُّ عاشَ مُشَتَّتًا يا ليـتَهُ ردَّ العِدَا واســتشهدَا
والنّخلُ مثلِيَ في فداءِ أحبّةٍ قـد ظلَّ في وادي الفراتِ مشرَّدَا
من مِربدِ الشِّعرِ الأصيلِ تساءلُوا ولـقد بَنَيْــنَا للشَّـهادةِ معْبَدَا
ما قـالَهُ الشُّــعراءُ رُبعُ حريقِهِمْ أنَّى قـصيدُ اليَومِ لن يَتـأَيَّدَا
لا عيبَ في الصَّمتِ الـغَضُوبِ أقولُهَا العـيبُ في شـعبٍ يعِيشُ مندِّدَا
عانَقْتُ حُبَّكِ عاشِقًا كي أَهتدي نـحوَ الـحصُونِ مُغامِرًا أوْ أُهتَدَى
يا قدسُ إنِّي أحتَفِي بكِ ثورةً شعبُ الإرادةِ في الخطوبِ تجـنَّدا
ما دامَ أطفَالُ الـحِجَارةِ هَا هُنَا جيلٌ.. تسامَى في العــلا وتــفرَّدا
تاريخُ هَامِكِ في قصائدَ لم تُقَل هلَّا أفِي بقصـائدِي متعمِّدا
لا أدّعي.. جيلُ الـحِجَارةِ مُلهَمٌ بالصَّدرِ أوقَفَ مُجْرِمًا متمرِّدا
يَا قلعةَ الشُّرَفَاءِ أنسجُ منْ دَمِي هزّاتِ صمـتٍ في التَّوجُّعِ ِسؤددا
أرضُ السُّجُودِ المشتهاةُ تلحّفتْ بـحنيـنِ أطلالٍ يُزَيِّـنُهَا الفِدَا
جوفُ الجَماجِمِ مِلؤهَا ‘لا حُبُّكُمْ’ فلأنَّـكُمْ لمْ تعرفُوا إلاَّ الـعَدَا
وأناملٌ الأطـفالِ…. منذُ طُفُولةٍ خُلِقَتْ تُدَرَّسُ كيفَ تصنَعُ مشهَدَا
وجعُ الزَّمانِ مدارسٌ حربيَّةٌ أطفالُنَا دَرَسُـوهُ درسًا مُفرَدَا
بـملامحي حُلمَانِ من عُمقِ الأسى والشَّاعرُ الأَوْلَى بأَنْ يـتَـمَـرَّدَا
هذا القماشُ الأبيضُ الزَّاهي لَكُم ولقد بَكَى منكمْ قَلَى.. وتوعَّدَا
ما دامَـتِ الكلِماتُ في تاريخنَا ترتـدُّ في “بيرِ السّبَعْ” لنْ نَسْجُدَا
فخذُوا منـادِيلًا.. فـنحنُ الأبرِياءَ دموعُكُمْ بِدِمائِنَا لنْ تـجْمُدَا
أيُّ العـقائِدِ تسـتَبيحُ دِماءَنَا شعبٌ رَمَى الإنسانَ حينَ تَتَلْمَدَا
هذي قضيَّتُـنَا .. لكمْ فيهَا يدٌ دمَوِيَّةٌ. . تنــهالُ شرَّ الاعتِدَا
سـأقولُ للـتّاريـخِ حتَّى تَستـحِي صَفَحاتُهُ مِنَّا… بإِشْهَادِ الرَّدَى
https://palfcul.org/?p=9856 الرابط المختصر