دَمْعَةٌ مَسْفوحَةٌ عَلَى أَعْتابِ فَلَسْطين – قصيدة للشاعر محمد عبد الرحمـن عبد الرجـال مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
اخْـلَــعْ سَوادَكَ.. ما لِلْحُـزْنِ يَأْتَلِـفُ
هلْ صادَقَ الخَطْبُ، أَمْ أَوْدَى بِكَ الأَسَفُ؟
هَـذي مَدائِنُـهـا.. أَسْوارُهـا شَهِـقَـتْ
لَمَّــا رَأَتْ دَمْـعَـةً لِلْغَــيـْمِ تَنْـجَــرِفُ
في حِجْـرِها تَغْـزِلُ النَّجْـمَ البَـهِيَّ رُؤًى
تُدَغْـدِغُ البَـدْرَ حَتَّى يَضْحَـكَ السَّدَفُ
إذا نَظَــرْتَ تَـخــالُ الكَــفَّ أَبْنـِيَـــةً
تُصـافِحُ الفَـجْــرَ مِنْ عَلْيــائها الشُّـرَفُ
تُغـازِلُ الضَّـوْءَ إذْ مَـدَّ اللِّقـاءُ يَدًا
قَـدَّتْ لَكِ الصُّبْـحَ مِنْ مِشْعالِ مَنْ سَلَفوا
يا أُخْتَ هارونَ ما أَضْحَتْ لَهُمْ إرَبٌ
كَيْـفَ الجِنانُ عَلَى مَرْآكِ تَنْقَطِـفُ!؟
الآنَ وَحْــدَكِ.. وَالأَمْــواجُ عابِــسَــةٌ
وَرُبَّ مُنْفَــرِدٍ جُــرَّتْ لَهُ الصُّـــدَفُ
قومي فَلَسْطــينُ! هـذا الصُّــبْحُ يَرْقُـبُنا
بِلا شَقاءٍ فَقَدْ أَعْــيا الشَّـقا الكَتِفُ
هُــمُ الــمُـراؤُونَ يا أَفْــنــانَ نَرْجِــسَـةٍ
أَلْقَتْ شَذاهـا فَكانَ الكَـوْنُ يُكْتَشَفُ
مُطَبِّعونَ عَلَى الأَعْتابِ تـَحْسَبُهُمْ
غُزًّى.. وَلَكِنْ عَلَى أشْلائـهـا وَقَفوا
سَلُّـوا السُّــيوفَ.. كَأَنَّ الطَّــيْرَ فَوْقَـهُـمُ
عَقْـدٌ، وَنَيـِّـفُ حَتَّى اسْتَيْأَسَ الهَـدَفُ
نَـهْـجُ الخَؤُونِ عَلَى نَـهْجٍ يُســــاسُ بِـهِ
مَنْ أَيْقَظَ الجُرْحَ، أمْ مَنْ باعـوا واعْتَرَفوا؟
تَقاسَـموا الأَنْجُـمَ الغَـرَّاءَ بَيْنَـهُمُ
وَقالَ أَوْسَطُهُمْ: هَلْ يا تُرَى عَرَفوا؟
واللهُ يَشْهَدُ ما في القَلْبِ مِنْ وَرَعٍ
ما جـاءَكِ الــيَــوْمَ إلَّا فــيــــكِ يَزْدَلِـفُ
أَوْ أَفْـصَحَ الفَجْـرُ عَنْ أسْتـــارِ خَلْوَتِـهِ
قـــامَ ادِّعــــاءً، بِكَـــفٍّ زانَـهـا الكَـلَــفُ
يا عازِفَ النَّــايَ إنَّ الرَّوحَ موجَــعَةٌ
إنِّي لَعَمْــرُكَ جُرْحي لَيْسَ يَتَّصـِفُ
مُمُـزَّقُ اللَّحْـنِ.. لَـمْ يَبْـرَحْ عَلَـى شَفَـتي
أَنايَ رَغْـمَ ضَجـيـجِ البَـوْحِ تَرْتَـجِـفُ
طُـفْ بالرُّبوعِ، وَقَبِّـلْ تُرْبَـهـا شَـمَمًا
قَلْبي هُـنا، وَهُناكَ الحُـبُّ، وَالشَّـغَفُ
يَمَّمْتُ فـيكِ شَغـــافَ القَــلْبِ نافِــــلَـةً
نَفْسٌ تَــهادَتْ، وَروحٌ فـيكِ تَعْتـَكِــفُ
سَيَعْـرِفُ الجَمْــعُ، والأشْـــهادُ أَنَّـهُمُ
في لُجَّـةِ الخِــزْيِ لا عِــزٌ، وَلا تَرَفُ
لا تَشْتَكي الخِــزْيَ إنْ خــارَتْ عَزيـمَــتُـهُمْ
شَكْــواكِ لَمْ تُجْـــدِ مَنْ بالخِــزْيِ يَلْتَــحِــفُ
قَدْ أَطْلَحَ العيرُ.. مَنْ؟ مَنْ ذا يَشُدُّ يَدي؟
يا غُــرْبَةَ الــرَّوحِ إنِّي هَا هُنــا أَقِــفُ
أَكُلّـَـمـا لاحَ صَـوْبَ الفَــجْـرِ بارِقُــهُ
يحيــدُ رَكْـبٌ، وَرَكْبٌ عَنْـكِ يَنْعَطِــفُ
كَـأَنَّ كُلَّ الـدُّنا حَـطَّـتْ مَواجِـعَهـا
عَلَى مَضاجِـعِ مَنْ في خِــدْرِها حَلَفــوا
أَنْ تَحْمِلَ الرِّيحُ _ طَلْـعَ النَّخْـلِ _ باسِقَةً
ما أَضْحَـكَتْ حِنْـطَةٌ، أَوَ هَلَّلَ السَّـعَفُ
أَلَّا يَبـيـتُ شُـعـاعُ الضَّـوْءِ مُنْـفَـرِدًا
وَتَحْضِنُ الكَـرْمَ في قيعانِـهـا الغُلُـفُ
لا تَبْـكِ آذارُ! ما في الكَـوْنِ مُتَّسـَعٌ
لِدَمْعِـــها.. إنَّ دَمْـعَ الـمُرْتَجَى شَرَفُ
في الضّـِفَّتَيْنِ.. سَجـينًا في قَبيلَتِهِ
قالَ: الـمَشوقُ أنا.. غَيْرَ الذي وَصَفوا
يُسائِلُ اللَّيْـلَ: هَـلْ قاموا لِنُصْرَتِـها
ما أَوْجَــعَ اللَّيْـــلَ.. إلَّا اللَّامُ، والأَلِفُ!
https://palfcul.org/?p=11337 رابط مختصر