9 December, 2024

دمعة على أيقونة جنين – قصيدة للشاعر الأخضر رحموني

دمعة على أيقونة جنين – الشهيد محمد الشامي

خلَّدتُ ذكرَكَ يا أيقونةَ الوطنِ

وأنتَ تسمو إلى الفردوسِ في الكفنِ

وهبتَ روحَكَ في طوفانِ بهجتِها

وعانقتْ مهجةَ التاريخِ .. لم تلنِ

لولاكَ ما فجَّرَ الوجدانُ قافيةً

ولا ذرفْنا دموعَ القلبِ منْ شجنِ

يخونُني الحرفُ والأشعارُ ذاهلةٌ

لمّا هوى النسرُ من عليائِهِ الحصنِ

في مقلتيكَ رأيتُ القدسَ باكيةً

 تشكو العروبةَ من صمتٍ ومن فتنِ

ماذا دهاها.. جراحُ الأمسِ نازفةٌ

من ذا يضمِّدُها.. إلّاك من فطنِ

رحلتَ عنّا معَ الأقمارِ ممتشقاً

 بنادقَ النصرِ والأقصى.. ولم تخنِ

على الزنادِ رسمتَ القدسَ مفتخراً

بطلعةِ الثائرِ المغدورِ في البدنِ

ضمختَ تربةَ أجدادٍ دماً عطراً

حتّى تلقِّنَ درسَ الرفضِ للزَّمنِ

وتنسفَ العارَ من بالذُّلِّ جلَّلَنا

والقومُ في حلقاتِ الرَّقصِ والضَّغَنِ

وزغردت طلقاتُ النورِ في شرفٍ

لمّا أتى النعيُ جهراً.. وانتشت أُذُني

هل كنتَ تحملُ همَّ الجيلِ من غضبٍ

وفي المخيَّمِ أنتَ الوعدُ للوطنِ

وفي جبينِ الضحى تهواكَ قافلةٌ

فرسانُها عزفوا البارودَ في الدُّجنِ

مرّوا على جسدِ الأطفالِ من خجلٍ

فكيفَ تزهو جيادُ الرَّفضِ بالهجنِ

وكيفَ أنساكَ يا طوداً يُذكِّرُنا

رمزَ الشُّموخِ لطردِ النذلِ في السُّفنِ

أبكيكَ دوماً معَ الأبطالِ يا أملاً 

حازَ الشهامةَ بالإيثارِ والمننِ    

سألتُ عنكَ شبابَ الحيِّ من عجبٍ

قالوا: فقدنا جمالَ البدرِ في الحسنِ

(محمد) سيفُ قدسٍ كانَ ملهمَنا

نحوَ الشهادةِ بالإصرارِ والطَّعَنِ

زينُ الشَّبابِ.. ونبلُ الطهرِ.. قائدُنا

فيضُ السجايا.. تحدّى البأسَ في علنِ

وكيفَ ننسى الذي أحيا مروءتَنا

وفجَّرَ الشعلةَ الحمراءَ في الدَّرنِ

عريسُنا في جنانِ الخلدِ مبتهجٌ

يزهو هناكَ بنورِ الحورِ والسَّكنِ

قد ودَّعَ الأمَّ في المحرابِ خاشعةً

تدعو انتصاراً على الطاغوتِ بالسُّننِ

وأن يصونَ إلهُ الكونِ قافلةً

تطوي المسافةَ رغم القصفِ والوهنِ

إنّا على العهدِ دوماً في مسيرتِنا

حتى نرى رايةَ التحريرِ في وطني

تبقى (جنين) عرينَ المجدِ شامخةً

تُهدي مع الزحفِ أقماراً بلا ثمنِ

لها نقشْنا وسامَ النصرِ مؤتلقاً

ولم تزلْ في الحنايا درَّةَ المدنِ

  https://palfcul.org/?p=12606رابط مختصر

Font Resize