16 February, 2025

حنين الغياب – قصيدة للشاعرة ندى شاهين

ما زلتُ أحنو حينَ يذكرُني الهوى

أنّي غريبٌ في مدًى لا يُحتوى

 أمضي وأحلامي تُلاحقُ خُطوتي

في كلِّ دربٍ، ضاعَ ظلُّ منِ انتمى

 أبكي الليالي حيثُ كانت بينَنا

أطيافُ وصلٍ في سناها قد سما

 يا ليتَ صوتَ الليلِ يحملُ نبضَهم

أو ينقضي وجعي إذا طيفٌ رمى

 أيامُنا تمضي، وحبّاتُ الأسى

تنمو كما تنمو الجراحُ على الحِمى

 رحلوا وقد تركوا الدُّروبَ بوحشةٍ

وجعلتُ قلبي في غيابهمُ ظما

 يا ليتَ عهدَ الأمسِ يُشرقُ في غدٍ

ويعودُ وجدي كي يباعدَ ما انطوى

 أشكو لأطلالٍ تبقَّت بعدَهم

أنّي بدونِهمُ كما طيرٌ هوى

 أشتاقُهم في كلِّ لحظةِ موعدٍ

وأظلُّ أبحرُ في رجاءِ منِ ارتجى

 ما لي أرى الشَّوقَ القديمَ يعيدُني

نحوَ الحنينِ، وكيفَ كنتُ إذا دنا

 ما زلتُ أذكُرُ ضحكةً من ثغرِهم

تسقي الفؤادَ إذا تجلَّى ما كبا

 أنّى اتجهتُ، أرى الملامحَ بينَهم

وكأنّني أرجو الرَّحيلَ إلى لُقى

 فالأرضُ ضاقت حينَ غابوا في الدنى

والعمرُ أصبحَ في يديّ كما السُّدى

 أرنو إلى الأيَّامِ علَّ بريقَها

يأتي، ولكنْ لا أرى إلّا العمى

 قد كانَ فيهم سلوةٌ لحياتِنا

واليومَ صرتُ بلا أمانٍ أو حِمى

 يا ليتَ قلبًا بعدَهم يرتاحُ في

ظلِّ الوفاءِ، ولكنِ الحلمُ انمحى

ما عدتُ أعلمُ هل سأسلو غُصّتي

أم سوفَ يبقى الشَّوقُ يعصفُ بي نوى

إني تركتُ إليهمُ نبضَ المُنى

فلعلّهم يومًا يرومونَ الهوى

رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=13107

Font Resize