7 December, 2024

حفل للمجد العظيم – قصيدة للشاعر سعيد محمد فاضل الفقيه

 حفل للمجد العظيم – قصيدة للشاعر سعيد محمد فاضل الفقيه مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”

سـلامٌ لعينيكِ يا غزَّةُ

وأنتِ البطولةُ والعزَّةُ

سلامٌ على أهلِكِ الأشجعينَ

على ضعفِهــم، وهُــمُ القوّةُ!

سلامٌ عليكِ وأنتِ الفداءُ

وأنـتِ الكرامـةُ والنَّخـوةُ

على سيفِكِ العربيِّ الذي

إليـــهِ تُصلِّـــي بنـا القِبلةُ

عليـكِ، وإنْ كَـفَــر الرَّاجفــونَ

وماتوا مِن الخوف أو أسبتوا

وأنتِ الصُّمودُ وأنتِ الإباءُ

وأنتِ القـذيفــةُ والثَّـــورةُ

وأنتِ البلادُ وأنت الغِناءُ

وأنتِ المنـاديــلُ والقُبلةُ

وأنتِ القضيَّةُ، لا تنحنـي

وبوصلةُ المجدِ والوجهةُ

سلامٌ على أهلِكِ الشُّهداء

عليهـم سلامُـكِ والرَّحمةُ

وأنتِ معلِّمُــنــــا للحيـــــاةِ

وإنْ هجمَ الجيشُ والفرقةُ

عليكِ، وغصنُ الحياةِ طريًّا

مِـن الموتِ والمُنتهـى ينبتُ

على كبريائِكِ تحتَ الرَّمادِ

تقولينَ: لـي بالإبا (عِيشَـةُ)

على صبركِ، المجدُ بينَ الضَّبابِ

علـى صخــرِ تــاريخِـنــــا يُنحَتُ

تحدَّثـــتِ ملحمةً وفـــداءً

فقد آنَ للنَّاسِ أن يصمتوا

وقد آنَ للنَّــارِ أن تنتهي

وتبزغَ من حزنِها الوردةُ

تسلَّقتِ تلَّ الوجودِ الذي

لعينيــكِ تـجـبــرُهُ القمَّـةُ

كأنَّكِ لا ألفُ طوقٍ عليكِ

ولم تُرتكبْ عندَكِ الأزمةُ

كأنَّـــكِ مغمورةٌ بالنَّــــدى

ولم يقتلوكِ ولم يشمتوا

كأنَّ الذيـــنَ رأوكِ جـحـيمـيـ

ـنِ، لم يستهينوا ولم يسكتوا

كأنَّ الصَّواريخَ لم تتلظَّ

وأرضَــــكِ أجمعَهـــا جنَّةُ

سلامٌ، وصبــرُكِ عنوانُنـا

وأنتِ لنا الوجهُ والجبهةُ

وأنتِ صلاةٌ بأذكارِنـا

وأنتِ بأنفاسِنا شهقةُ

وأنتِ لأعدائِنا ضربةٌ

وأنتِ بشريانِنا دفقةُ

وأنتِ بأظهرِنا طعنةٌ

وأنتِ بأعينِنـا دمعةُ

وأنتِ تَؤمِّيـــنَ أرواحَنا

وخلفَكِ قد صلَّتِ الأمَّةُ

وأنتِ لنا النَّصرُ والْاِعتدادُ

وفاتـورةُ الصُّبـحِ والبسمةُ

وأنتِ دليلُ الوجودِ الكبيرِ

وأنتِ لحـيــرتِــنــــا شمعةُ

وأنتِ تقومينَ مِن ألفِ موتٍ

كأنَّــــــكِ غَيبٌ وأسطـــــورةُ

وليسَ لنا، لكِ، إلَّا الدُّعاءُ

وإلَّا الحـــــــرارةُ والكلمةُ

كأنّكِ للمجدِ أفخمُ حفلٍ

دماؤكِ والمحنةُ الدَّعـوة 

وللهِ أنتِ وهــذا الفـــداءُ

وقد أنكرت دربَها الرِّحلةُ

لأجلِكِ يا غزَّةُ الموتُ خافَ

وَهَزَّتْــهُ مِــن هولِــهِ رعشةُ

فهل يستحي منكَ هذا الزَّمانُ

وتخجلُ مِن نفسِهـا اللحظةُ؟!

فكونـي كما أنتِ، سيِّدتـي

وإن غضبَ الكلبُ والكلبةُ

أحبُّكِ باسلةً لا تخافُ

فكوني كما أنتِ يا غزَّةُ

https://palfcul.org/?p=9578    :الرابط المختصر

Font Resize