9 December, 2024

جَوَّعْتَنِي لكنَّني أسَدُ – قصيدة للشاعر د. عبد الوهاب الرامي

جَوَّعْتَنِي لكنَّني أسَدُ – قصيدة للشاعر د. عبد الوهاب الرامي

جَوَّعْتَنِي لكنَّني أسَدُ                   وخيْرَ شِبْلٍ حُرَّةٌ تلِدُ

قطَعْتَ عنّي الماءَ مُنْتشِياً         أنْ تظْمَأَ النِّسْوانُ والوَلَدُ

حَجَبْتَ عنّي الكَهْرَبا لِيَكُنْ              فاللهُ هَا أنْوارُهُ سَنَدُ

في غزَّةَ الغَرَّاءِ مُنْتَجَعي        لنْ أبَرَحَ الأوطانَ يا وَغِدُ

سبعونَ عاماً قدْ طَغَيْتَ ولَمْ       تُطْفِئْ جِمارَ النَّفْسِ تَتَّقِدُ

لَمْ تُفْنِنِي بِالرَّاجِماتِ رَمَتْ             فَتَّاكَةٍ رُؤُوسُها عَدَدُ

وَلا رَحِمْتَ القَوْمَ مِنْ رَفَحٍ     مِنْ شِدَّةٍ فَوْقَ الثَّرَى رَقَدُوا

فلْتَنْدَحِرْ يا غاصِباً وَطَني              ولْتَسْتَعِنْ بِاللهِ يا بَلَدُ

فَكُلُّ أصْلٍ قائِمٌ أبَداً                   وَكُلُّ غازٍ ذاهِبٌ زَبَدُ

مِنْ عُنْفِكَ ارْتَجَّ المَلاكُ بَكَى    لَمْ يَسْتَسِغْ قوْماً ومَا عَبَدُوا

جنَّاتُهُمْ نِيرانُ مَرْكَبَةٍ                     إيمانُهُمْ باللهِ مُفْتَقَدُ

يُجْلُونَ ناساً مَا غَزَوْا وَطَناً        أوْ مِنْهُمُ دَكَّ القُرَى أَحَدُ

يا مُذْنِباً في حَقِّنا أتَعِي        ذاكَ الذي مِنْ خَلْفِكُمْ نَشَدُوا؟

أحْبابُكُمْ في الغَرْبِ ما رَفَقُوا      إِذْ كُلُّهُمْ بِطَرْدِكُمْ سَعِدُوا

أمْريكَةٌ قَدْ جَارَ حَاكِمُهَا                لِلظُّلْمِ فيهِ قِسْمَةٌ وَيَدُ

قالَ الذي في قَلْبِهِ مَرَضٌ    هَيّا اذْهَبُوا عَنْ مَوْطِني ابْتَعِدُوا

قدْ سَطَّرُوا بَلْفُورَهُمْ فَإِذَا         وَعْدُ الإِلَهِ فَوْقَ مَا وَعَدُوا

مَا عِنْدَهُمْ مِنْ بَأْسِنَا شَبَهٌ       وَصَبْرُنا في الحَرْبِ مُعْتَمَدُ

ذِي أرْضُنَا كُلُّ الزَّمَانِ لَنَا     مَا قَدْ مَضَى وَحاضِرٌ وَغَدُ

هَا قُدْسُنا بِأَصْلِنَا نَطَقَتْ         أجْدَادُنا نِعْمَ الوَرَى شَهِدُوا

زَيْتُونَها شَتْلاتِهِ غَرَسُوا      لا خيْرَ في مَنْ خِلْسَةً حَصَدُوا

يا إخْوَتِي هُبُّوا ولا تَهِنُوا          يَشْتَدُّ مِنْ أَسْيَافِكُمْ عَضُدُ

يا غزَّةَ العِزِّ اسْمَعِي وَقِفِي      كُلُّ العِدَا مِنْ جُنْدِكِ ارْتَعَدُوا

ما عاشَ مَنْ يَسْطُو عَلى بَلَدِي    يَغْزُو المَشَافِي وَالنِّسَا يَئِدُ

أعْدَدْتُ لِلْأَشْرَارِ سَكْرَتَهُمْ          أَفِي الوُعُودَ حِينَمَا أَعِدُ

وَالسِّلْمُ دِيني دَيْدَنِي أَبَداً           مَا خَابَ مَنْ بِالحَقِّ يَتَّحِدُ

وَلَوْ بَقيتُ مُفْرَدِي زمناً           يَأْتِي لِغَوْثِي الواحِدُ الأَحَدُ

يَا أهْلَ غزَّةَ اصْبِرُوا فَلَكُمْ        مِنْ رَبِّكُمْ فِي بَأْسِكُمْ مَدَدُ

الرابط المختصر:  https://palfcul.org/?p=9372

Font Resize