بَشَائِرُ الصُّبْحْ – قصيدة للشاعر عبد الله ضوايفية مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
قَامَ يَمْشِي يَمْشِي على كِبْرِيَاءِ
فَاقـتَـفَـتْـهُ مَجَامِــعُ الضُّعَفَــاءِ
ثُـــمَّ لَمَّـا بَـدَا لهُ المَـوْتُ أَلْقَـى
دونَ خَـــوفٍ بنفسِـهِ للفِـــدَاءِ*
فَهْـوَ منذُ الصِّبَا يعيشُ بِحُلْمٍ
رسَمَتْـهُ ابتسامـــةُ الشُّـــهـدَاءِ
قــــالَ يومًا لمَّــا تيقَّنَ أنَّ الْــ
قبــرَ مـا كـانَ أفظـعَ الأشـياءِ
اقتُلُونـي ومَزِّقُـوا كُـلَّ جِسْمِي
نَكِّلـــوا بـي وبَعْثِــروا أشلائِي
أَحْرِقُونـي ثُمَّ ذَرونِي لريْحِ الـ
عِزِّ تَمْضي بي نحوَ تلكَ السَّماءِ
وارْقُبُوْني في كُــلِّ ثورةِ قلـبٍ
مِنْ رمَادِ الطُّغيانِ كَـ ” العَنْقَـاءِ”
ارْقُبُوني في كُــلِّ حَبَّــةِ قَمْـحٍ
قـــدْ سَقَتْهَــا مَدَامِـــعُ الفُقـرَاءِ
ارقُبُونِـي في كُـلِّ نجـمٍ تراءى
في سُهيْلٍ أبدو وفي الجوزاءِ
كُلُّ شيءٍ في غَزَّةَ العِزِّ أضحى
رمزَ عِـــزٍّ وَصُـــورَةَ الكِبْرِيَــاءِ
عَلِّميْنَا يَا غَــزَّةَ العِــزِّ كيف الــ
مـوتُ يَحْلُو لأنْفُسِ العُظمــاءِ
عَلِّميْنَـا معنـى الرُّجُولَــةِ إنَّــــا
قَدْ غَدَوْنَا واللهِ مِثلَ النِّســـاءِ
عَلِّميْنَـا كيـف المــواتُ بِعِــــزٍّ
وشُمُـــــوخٍ ورفعَــةٍ وإبَـــــاءِ
عَشَّشَ الذُّلُّ في القُلُوبِ فمَاتَتْ
وَهْيَ لَمَّــــا تَـزَلْ مـعَ الأحيـاءِ
كيفَ نَامَتْ عُيُونُ قَوْمٍ كَقوْمِي؟
اسْتَفيقِـي يَــا أعْيُنَ الجُبنــاءِ
اسْتَفيقِـي وطَهِّــرِي كُـلَّ شبْرٍ
مِـنْ بِــلادِ الأبـــرَارِ والأنْقِيَـاءِ
اصْرُخِـي يــا حناجرَ الضُّعفاءِ
وَلْتشِيْبِي جِسْـرًا إلى العَليـاءِ
تَــرْتَقِيْــهِ بِلَهْفَــــةٍ واشْتِهَـــاءِ
كُلُّ نَفْسٍ تَهْفُوْ إلى الكِبْرِيـــاءِ
واكتُبِي بالأنـوَارِ والنَّــارِ أنَّـــا
سوْفَ نَــرْقَى للقِمَّــةِ الشَّمَّــاءِ
وبـــأنَّ الظلامَ مهمَــا تمـــادى
سوْفَ يأتِي صَبَاحُــهُ بالضِّيـاءِ
https://palfcul.org/?p=9366 الرابط المختصر