9 February, 2025

بأيِّ ذنبٍ قُتِلت؟ – قصيدة للشاعر جابر عبد الرحمن

كحقيقةٍ

عبرتْ حدودَ الصَّمتِ في زمنِ ابتساماتِ الرِّياحْ

روحًا تسيلُ منَ البراحِ إلى براحْ

والعينُ تنظرُ

في ارتدادِ الطَّرفِ نزعَ النَّازعاتِ فلا…

 تبكي.. ولا…  تخشى منازلةَ الدُّجى…

تستنشقُ النُّورَ المُسجَّى في ظلامِ بحارِها

قطعًا منَ الظُّلَمِ ادلهمّت حولَها

والكونُ أغطشَ ليلَهُ بحروفِها

متدثِّرًا بسوادِهِ لمَّا سجى…

لم تعرفِ الكلماتُ دربَ شفاهِها

يومًا 

ولم تطرُقْ بغيرِ بكائِها بابَ الرَّجا…

يومانِ في زعمِ المقننِ عمرُها

واليومُ في عُرفِ المصاعبِ عُمرُ نوحْ

من ذا يخاطرُ كي يعودَ إلى الشَّتاتِ

ومنهُ تنداحُ الجراحْ؟

ولجنَّتينِ جزاءُ مَنْ خافَ المقامَ قد التجا…

موؤودةٌ سُئلت بأيِّ جريرةٍ

 قُتِلت براءةُ عمرِها؟

وبأيِّ ذنبٍ نالَها

تهشيمُ أحلامٍ توارتْ

بينَ أنقاضِ التشدُّقِ بالحقوقِ

وبالتَّناحرِ في ميادينِ التَّفاخرِ بالهتافِ

وبينَ من تَخِذوا المذلَّةَ منهجا…

قالت: قُتِلتُ بوقتِ تنديدِ المُتاجرِ بالدِّماءْ

وبكفِّ مَن يجري بشريانِ انتمائِهْ

للقضيَّةِ بعضُ ماءْ

وبشجبِ من يخشى عقابَ الظالمينَ

فلم يجبْ طغيانَهم إلّا ب (مااااااء)

والماءُ يغسلُ ما تناثرَ من بقايا أُسرتي

بينَ الحجارةِ في مفازةِ وَحدتي

وأنا أصيحُ بغيرِ حرفٍ أينَ.. أينَ المُلتجا؟…

تبكونَني؟..

ما عاد يُجدي دمعُ عينْ

فلقدْ كففتُم وقتَ وأدي

ألفَ عينْ

بل لم تقولوا طيَّ شجبِكمُ المقيتِ لقاتلي:

عينٌ بعينْ

جفّت عيونُ الكبرياءْ

وتفجّرت للنَّفطِ عينْ

والذَّنبُ كلُّ الذَّنبِ أنّي ها هنا

والدَّمعُ أقصى ما يكونُ ويُرتجى…

في غيهبِ البئرِ العميقِ ألوذُ بالمجدِ القديمْ

فرصاصُكم صوتُ الخواءْ

خُطَبٌ تدقُّ حروفُها بابَ الهواءْ

ما أغنتِ الكلماتُ شيئًا عندَما

صاحت رصاصاتٌ لتُسقطَ هامتي

يا سادتي:

جسدي طعامُ عشائِكم ودمي السِّقاءْ

سيظلُّ دمعُ الكونِ يحكي قصَّتي

موؤودةٌ في جوفِ عشَّاقِ البقاءْ

فبرغمِ موتي قد حييتُ وماتَ منكم مَن نجا

  https://palfcul.org/?p=12582 رابط مختصر

Font Resize