العابرون للرؤيا – قصيدة للشاعر الطيب امرابطي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
{إلى المقاومة المسلحة في غزة}
مَا كَانَ لِتُخبِرَهُمْ رُؤياكْ
مَا كَانَ لِتُخبِرَهُمْ
أَنّ الشَّمْسَ تَسْجُدُ لكْ
والْقَمَرْ..
مَا كَانَ لِتُخْبِرَ أنَّكَ،
منْ نارِها، تَقْبِسْ
حِكْمَةَ الأنْبِياءْ،
حنْكَةَ القَسّامْ
شُهْبًا منْ دِما الشُّهَداءْ..
مِثْلَما بِالْأمسِ،
قَبَسْتَ السَّيفْ
لِلْقُدْسْ..
هَا رَأْسُ بنِ ذِي جَوْشَنْ،
مِنْ هُناكَ،
مِنَ الضِّفَّةِ الأخْرَى
قَدْ أَطلّْ،
شاهِرًا سَيْفَ الْغِلّ..
فَالرُّؤوسْ
أَيْنَعَتْ،
وَالْأَوانُ قِطافٌ قالْ..
مَهْلاً يا بْنَ ذِي جَوْشَنْ،
نَحْنُ مِلْحُ الْأرْضْ
نَحْنُ الْمَاءُ، إِنْ شِئْتَ،
نَحْنُ النّارْ
فَاخْتَرْ قَدَرَكْ..
نَحْنُ ِللرُّؤيا عَابِرُونْ،
نَحْنُ الْفُلْكُ قَدْ أَبْحَرْ
لِيَحُولْ
هَذا الطُّوفَانْ
بَيْنَنَا وَالْهَوَانْ،
بَيْنَنَا والْمَسْخ مِنَ الْعُرْبَان،
يَذْرُو مُثُلَ الْغَرْبِ،
يَجْرِفُ أُسْطُورَةَ الصُّهْيُونْ..
هَا هُنَا بَاقُونْ،
رَغْمَ تَرَاتِيلِ سِفْرِ يَشُوعْ..
بَاقُونْ،
رَغْمَ الْعَصْفِ
وَالْقَصْفِ
وَالنَّسْفْ
بَاقُونْ،
رَغْمَ الْبَرْدِ وَالْجُوعْ
بَاقُونْ..
أَيْدِينَا، فَوْقَ وَتَحْتَ الْخَرَابْ،
تَحْنُو فِي عِنادٍ،
عَلى الزَّيْتُونْ
وَالزِّنادْ..
قَطَراتُ دِمانا سَنَابِلْ،
في كُلِّ سُنْبُلَةٍ
عَزْمُ أَلْفِ مُقاتِلْ
يُعْلِنُها:
إِنَّهُ لَجِهادٌ،
نَصْرٌ أَوِ اسْتِشْهادْ..
https://palfcul.org/?p=11349 رابط مختصر