البئر – قصيدة للشاعرة ريم البياتي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
غفوتُ وكانَ نورُ الفجرِ بينَ الصَّحوِ والوسَنِ
غفوتُ على فراشِ الشَّوكِ والمحنِ
تُدثِّرُني حرابُكمُ
تلاطمُني رياحُكمُ
وبينَ الصَّحوِ والغفوِ رأيتُكمُ
جلالتَكم… فخامتَكم… سيادتَكم…
سعادتَكم… سماحتَكم.. سموَّكمُ
وحيدًا يوسفُ الغزّيُّ يرسفُ في قيودِكمُ
نبيًّا يوسفُ الغزّيُّ تطعنُهُ سيوفُكمُ
وتلتفّونَ حولَ البئرِ… من يُلقيهِ… أيُّكمُ؟
صرختُ وكنتُ فوقَ السَّفحِ … ويحَكمُ
مددتُ يدي التي طالت وتدفعُها
ملايينٌ منَ العربِ الذينَ قضَوا بظلمِكمُ
ولكنْ، قلتُ قبلَ البدءِ
أستفتي ضميرًا عافَ من زمنٍ صدورَكمُ
إذا بِيعتْ دمشقيَّهْ
أليستْ منْ بناتِكمُ؟
وإن سُحِلتْ بأرضِ اللهِ غزِّيَّهْ
أليسَ الجدُّ قحطانُ؟
وإنْ سُبِيَتْ عراقيَّهْ
أليسَ الدَّمُّ بعضًا منْ دمائِكمُ؟
أصارَ العِرضُ فرديًّا؟
وصارَ الدِّينُ فرديًّا؟
فكلُّ قبيلةٍ صنعت لها صنمًا
وكلُّ إمارةٍ جعلت لها ربًّا
قميئًا أزرقَ العينينِ
يرطنُ ما يطيبُ لهُ
وكبَّرتمْ على أعتابِ معبدِهِ
صلاةَ الشُّكرِ قدَّمْتم لسطوتِهِ
ومن دمِنا القرابينا
جعلتم جمعَنا بددا
وصرْنا في كتائبِ حربِكم عددا
قتلتُم نخوةَ العربيِّ في دمِنا
وأحييْتُم طوائفَنا
وَضعْتم فوقَ عنْقِ الخبزِ سِكّينا
وشرَّعْتُم منافينا
فمَنْ في اللهِ يُحيينا
ويغسلُ عارَكم عنّا
وهل في العُربِ منْ قرمٍ؟
يردُّ الصَّوتَ إن نادتْ بوادينا
رأيتُكمُ تُشيحونَ الوجوهَ الصُّفرَ
فامتدّت يدي الطُّولى لتجمعَكمْ
وفي أغوارِ تلكَ البئرِ تُلقيَكمْ
وتُغلقُ فاهَها بالصَّخرِ
تنقشُ فوقَ غرَّتِهِ
بإزميلٍ عميقِ القهرِ يُنصفُكمْ
رجيمٌ مَنْ يُزيحُ الصَّخرَ يُخرجُكمْ
وحينَ هممتُ نحوَ سلاسلِ الغزّيِّ
كانَ البابُ يرتطمُ
وحولَ فراشيَ المسكينِ يصطفُّ
رجالُكمُ
نسيتُ الحُلمَ.. واستغفرتُ ربَّكُمُ
https://palfcul.org/?p=9673 الرابط المختصر