الأرض تعرف أهلها – قصيدة للشاعر عبد الرحيم القمودي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
حوار بين أرض فلسطين وجندي صهيوني
من أنتَ قلْ لي قد رأيتُكَ مرَّةً
تمشي على الطُّرقاتِ في أفنائي
ما لي أراكَ مدجَّجًا في حضرتي
أتخافُ بأسَ الموتِ في أرجائي
قفْ لحظةً! دعْني أرى بتمعُّنٍ
إنّي أراكَ بسحنةِ الغرباءِ
ما بالُ وجهِكَ قد تعفَّرَ شاحبًا
وعلى جبينِكَ سطوةُ الإعياءِ
ما بالُ قلبِكَ يستغيثُ بنبضِهِ
لا.. لا يعيشُ الرُّعبُ مع أبنائي
من أنتَ قلْ لي أو أصيحُ بفتيتي
فترى لهيبَ الموتِ في أحيائي
قالَ اصفحي عنّي فإنّي مذنبٌ
قد جئتُ محتلًّا مع الدُّخلاءِ
هم خادعوني عندَما قالوا هنا
أرضُ الجدودِ “وعزبةُ” الآباءِ
لم يُخبروني أنَّ تربَكَ ثائرٌ
أو أن قدسَكَ موطنُ الإسراءِ
قد جئتُ غزَّةَ أمتطي دبَّابةً
كي أستعيدَ الأرض من أعدائي
هم أخبروني أنَّهم أعداؤنا
والأرضُ أرضي والسَّماءُ سمائي
فتحطَّمت دبَّابتي بل حُطِّمتْ
وتلطَّخَ الفولاذُ بالأشلاءِ
قالوا هنا القسَّامُ ألقى رحلَهُ
والتُّربُ أزهرَ من دمِ الشُّهداءِ
فركضتُ ألتمسُ النَّجاةَ مغادرًا
ولقد تركتُ على الحطامِ حذائي
أنا لن أعودَ لمثلِها فلتصفحي
أيدوسُ ذو عقلٍ عرينَ فدائي؟
قالتْ لهُ الأرضُ الأبيَّةُ قفْ هنا
فعلى يديكَ أرى مسيلَ دمائي
من قتَّلَ الآلافَ من أطفالِنا
من شرَّدَ الأحياءَ من أبنائي
من خرَّبَ العمرانَ دونَ جريرةٍ
من عاثَ بالإفسادِ في أحيائي
قفْ لن تعودَ إلى شتاتِكَ إنَّما
سترى عذابَ الهُونِ في أحشائي
فرمتْهُ بنتُ الغولِ نبلَ رصاصةٍ
فتحتْ لهُ في التَّلِّ بيتَ عزاءِ
https://palfcul.org/?p=9448 الرابط المختصر