أينَ العروبة؟ – قصيدة للشاعر خالد الجبوري مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
مِنْ أَيِّ فَجٍّ نَحْوَ غَزَّةَ نَدْخُلُ
والبَابُ مِنْ جِهَةِ العُرُوبَةِ مُقْفَلُ؟
والنَّمْلُ في أَرْضِ الأَعَارِبِ آمِنٌ
مَا مَرَّ جَيْشٌ فِيهُمُ كَي يُقْتَلُوا
كلُّ الدُّرُوبِ لِغَزَّةٍ مَلْغُومَةٌ
بالمَوتِ.. والدَّربُ الوَحيدُ مُضَلَّلُ
صَبُّوا عَلَيها كلَّ أَحْقادِ الوَرَى
فَلِأَيِّ وَقْتٍ في الجَوَى تَتَحَمَّلُ؟
في كلِّ شِبْرٍ أَلْفُ رُوحٍ أُزهِقت
والمَوتُ عَنْ بَاقِي النُّفُوسِ مُؤَجَّلُ
بَعْضُ الشُّعُوبِ بجُبْنِها كَمْ أَظْهَرَتْ
وَجْهَ اللَآمَةِ والوُجُوهُ تُبَدَّلُ
رَفَحٌ يُطالِبُ أَنْ نَفُكَّ حِصَارَهُ
والكُلُّ في صَمْتٍ جَبَانًا يَقْبلُ
حَقًّا سَيَأْتِي الدَّورُ إِنْ دَارَ المَدَى
ونَرَى عروشَ الخائنينَ تُزلزَلُ
سَتَدُورُ دَائِرةُ الزَّمانِ عَلَيْهِمُ
فعصابةُ المُحْتَلِّ كَمْ تَتَحَيَّلُ
العَارُ يَرْمي فَوقَهُمْ أَسمالَهُ
لَكِنَّهُمْ مِمَّا جَرَى لَمْ يَخْجَلُوا
يا شَعْبَ غَزَّةَ لَيسَ مُعْتَصِمٌ هُنا
مُوتُوا فأَنْتُمْ في المَعارِكِ عُزَّلُ
جَيشُ العُرُوبةِ صَامِتٌ مُتَقَبِّلٌ
فهُنا نَراهُ على الحُدُودِ يُمَثِّلُ
وقِيَادَةُ الخِذلانِ نَامت جُمْلَةً
لَمْ تَبْقَ خَيلٌ للتَّصَدِّي تَصْهَلُ
يا أَهْلَ غَزَّةَ.. آسِفُونَ لِجُبْنِنَا
لا حَولَ فِينا ماتَ ذاكَ الأَبْسَلُ
يَمْضِي هَزِيعُ اللَيلِ نَشْخِرُ تَحْتَهُ
ومِنَ الرُّجُولَةِ كُلُّنا نَتَنَصَّلُ
حُكَّامُنا بالذُّلِّ فَوقَ عُرُوشِهِمْ
شَاخُوا فَلا يَومًا هُناكَ اسْتَرْجَلُوا
ظَنُّوا بأَنَّ الوَقْتَ يَعْبُرُ وانْتَهى
عَبَثًا فأَقْلامُ الزَّمانِ تُسَجِّلُ
وحَقِيقَةُ التَّاريخِ أَنَّ عَدُوَّنا
مَهْما مَضَى في الغَيِّ حَتْمًا يَرْحَلُ
لَولا رِجالٌ كالأُسُودِ بغَزَّةٍ
لمشى علينا الغاصبونَ وهرولوا
هذا هُوَ السُّنْوارُ يُرعِبُ خَصْمَهُ
إِنْ صَالَ فالنَّتِنُ الجَبانُ يُوَلْوِلُ
وأَبُو عُبِيدَةَ في الخِطابِ مُزَلْزِلٌ
أَرْضَ العَدُوِّ.. هُوَ الأَشَمُّ الأَرْجَلُ
لَولاكَ يا قَسَّامُ لانْطَفَأَ السَّنَا
لَولاكَ حَقًّا فالكرامةُ تُقْتَلُ
أَنْتُمْ جُنُودُ اللهِ… نَحْنُ خُرَافَةٌ
بِكُمُ الشَّجاعَةُ حَقُّهَا تتَمَثِّلُ
الرابط المختصر: https://palfcul.org/?p=9297