أنا لستُ القاتلَ يا سادة
فأنا لا أعرفُ شكلَ السكين أو الخنجر
لا أعرفُ شكلَ الطلقاتِ النارية
(إني لا أقدر)
أنا لستُ جباناً
لكني أحملُ في قلبي حُبَّاً
يملؤُني عَنْبر
علَّمني حُبِّي أن أعشقَ
أن أجعلَ مُرِّي كالسُّكر
علَّمني حُبُّي أن أجعلَ
من قلبي طفلاً
والقلبُ يُصلِّي ويُكَبِّر
علَّمني قلبي أن أصْرخَ
في وجهِ الظلمِ وفي وجهِ النارِ
وأن أصرخَ في جوفِ المنبر
أنا لستُ القاتلَ يا سادة
فأنا مظلومٌ
كلُّ الأوراقِ تُقطِّر
تشهدُ أني لا أُنْكر
وكلُّ ملامحِ وجهي
بصماتُ الكفين
ولونُ العينين
وطهرُ الشفتين
تشهدُ أني لا أعرفُ ألوانَ المنكر.
علَّمني الشُّرطيُّ قديماً
أن أتوقفَ حين يجيءُاللونُ الأحمر
منذُ اللحظةِ
وأنا أهربُ من لونِ الدَّمِ
ومن لونِ النارِ
أحملُ في قلبي نبضاً
يشتاقُ ويشْعر
أحملُ قلباً كنباتِ الزيتونِ الأخضر
قلباً تعشقُه الدُّنيا
حين يبوحُ ويتمردُ ويُعبِّر
لكني مهمومٌ
أحملُ في قلبي كلَّ صراعاتِ العالمِ
كلَّ همومِ الكونِ
ولكنِّي أصبر
وأُصلِّي في كلِّ نهارٍ
وأصومُ وأشكر
أحملُ أحزاني منذُ الميلادِ
ولا أعرفُ شكلَ الطلقاتِ الناريةِ
أوشكلَ الخنجر
أنا لستُ القاتلَ يا سادة لكني أذكر
أذكرُ أنَّ الموتَ نهايةُ كلِّ جبانٍ
ونهايةُ بطشِ المستعمر
أذكرُ أنَّ القلبَ إذا ما يخـــدعُ
يُزرعُ في جنبيهِ الخنجر
فالأرضُ الحرةُ لا تعرفُ
عيدانَ البانجو
ولا تحملُ أشجارَ الهيروينِ ولا تثمر
أذكرُ حين وُلِدتُ
وصوتُ الآذانِ يُكبِّر
وبعضُ الآياتِ ترددها أمِّي
كي تُنْجبَ في أرضِ القدسِ
أطفالاً أصْغر
أنا لستُ القاتلَ يا سادة
رغم همومي لكني أصبر