قصيدة للشاعرة جميلة بن بلقاسم بعنوان “أنت قدسي” ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
قلْ لي علامَ اختفتْ تلكَ الأغاريدُ
وهَدَّ ساحَ الوغى شبلٌ وصنديدُ
وبُلبلُ الفجرِ لم يعزفْ لنا نغماً
فالحزنُ صاحبُنا والعمرُ معدودُ
قد أضرموا في جفونِ الليلِ محرقةً
وهُدِّمَ البيتُ واختلّت مواعيدُ
وإنَّهُ الجائرُ المسنونُ في علنٍ
ما عادَ في القدسِ أفراحٌ ولا عيدُ
والجرحُ ينزفُ بالأعيادِ يا وجعي
والدَّمعُ – ينزلُ فوقَ الخدِّ – منضودُ
والبسمةُ انقطعت من وجهِ غزَّتِنا
وشعبُنا مُرهقٌ والحقُّ موءودُ
لكنَّهُ الظُّلمُ.. واعتادوهُ مِن زمنٍ
وظالمُ الشَّعبِ معتوهٌ ورعديدُ
مستوطنونَ وفي أوطانِنا عقروا
في كلِّ شبرٍ هوَى الإجرامَ مقصودُ
وطُوِّقت في ربوعِ القدسِ مئذنةٌ
هيهاتَ يُقَهْرُ مَن باللهِ معقودُ
تبقينَ مئذنةً تهتزُّ شامخةً
نحوَ السَّماءِ بها الآذانُ تحميدُ
مرابطونَ يطالُ الصَّخرُ شانئَهم
كأنَّهم في ضُحى الاعصارِ جلمودُ
تهتزُّ في المسجدِ الأقصى شعائرُنا
فالموت حقٌّ.. وإنَّ النَّصرَ موعودُ
مجالسُ الموتِ لن تَثني عزائمَنا
وكلُّ دمعٍ بهِ مسكٌ وقنديدُ
طوبى لنا ما ثنى المقلاعُ همَّتَنا
فنصرُنا قادمٌ.. والعزمُ مَحشودُ
رابط مختصر : https://palfcul.org/?p=8499