جناحُكِ مبتورٌ وحظُّكِ عاثرُ
وجرحُكِ في عمقِ الجوانحِ غائرُ
وصوتُكِ مبحوحٌ وفجرُكِ مُظلمٌ
فلا قمرٌ سارٍ.. ولا نجمَ سائرُ
أحاطت بكِ الأعداءُ، والكونُ شاهدٌ
عليكِ وغُصَّت بالقلوبِ الحناجرُ
تخونُكِ أبصارُ البعيدِ تخاذلًا
ومنْ أهلِكِ الدَّانينَ تعمى البصائرُ
وخانَكِ إخوانٌ دماكِ دماؤهم
وظاهرتِ الأيدي عليكِ الضَّمائرُ
……….
أغزَّةُ عذرًا قد نبا سيفُ خالدٍ
وسلَّمتِ الرَّاياتِ كعبٌ وعامرُ
فذي أمَّةٌ خانت مآثرَ إرثِها
ويكفي عقوقًا أن تُخانَ المآثرُ
تُصرَّفُ أفعالُ الخنوعِ مضارعًا
جبانًا، وما يُلفى بها الدَّهرَ آمرُ
إذا لم يكن ينفي الكرى صوتُ ناشدٍ
غياثًا وفي الأقصى تُذلُّ الحرائرُ
ولم توقظِ الأشلاءُ في القدسِ وازعًا
تطايرَها قصفًا ألوفٌ عساكرٌ
فيا موتُ زرْ تلكَ الكراسي وأهلَها
فلا يسترُ الأمواتَ إلّا المقابرُ
……
وفي اللهِ إغناءٌ لكلِّ مُرابطٍ
يفوزُ بهِ في كلِّ ثغرٍ مُصابرُ
لنا اللهُ ما من بعدِهِ ثَمَّ مذهبٌ
وكلُّ معينٍ غيرَهُ فهوُ قاصرُ
فيا ربِّ عونًا منكَ يشفي غليلَنا
تنامُ بِهِ ملءَ الجفونِ السَّواهرُ
عساكَ بقهرِ البغيِ تجبرُ كسرَنا
فإنَّكَ جبَّارٌ.. وإنَّكَ قاهرُ
رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=12766