أسيرٌ يحاورُ أغلالَهُ قصيدة للشاعر علي جمعة الكعود مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
يحدّثُ الّليلَ عن أغلالِ آسرهِ
عن غصّةِ الأرضِ، عن معنى تجذُّرِهِ
يثورُ في طُرقاتِ الحلْمِ منتَفضاً
ووحدَها القدسُ نقشٌ في مشاعرِهِ
يهادنُ الصبرَ مشدوهاً إلى أملٍ
أنْ لا يظلَّ رهيناً عندَ واترِهِ
يساهرُ الحزنَ، والأفراحُ سادرةٌ
في غيهبِ الدهرِ، تنأى عن تذكُّرِهِ
كيوسفٍ عاشَ محزوناً، وإخوتُهُ
دماؤهمْ كمدادٍ في محابرِهِ
ويرسمُ اسْمَ فلسطينٍ ورايتَها
عبرَ المدى بدخانٍ من سجائرِهِ
وكانَ يُضرِبُ عن زادٍ جفا وطناً
عن خبْزةٍ عجَنتْها كفُّ آسرِهِ
وراحَ يُحصي خساراتٍ مؤجّلةً
وسرقةُ الأرضِ من أعتى خسائرِهِ
كابوسُهُ وطنٌ، راحتْ تمزِّقُهُ
أنيابُ ذئبٍ طريدٍ في خواصرِهِ
ويرضعُ الشَّوقَ من أثداءِ وحشتِهِ
ويكْنزُ اللحظةَ الأسمى بخاطرِهِ
يزورهُ المسجدُ الأقصى بغفوتِهِ
فيُسرجُ العمْرَ إكراماً لزائرِهِ
ظلّتْ فلسطينُ في آلامِ غربتِهِ
خريطةً لم يسَعْها حجمُ دفترِهِ
ظلّتْ نشيداً على أفواهِ منْ وُلِدوا
موّالَ راعٍ يعاني ظُلمَ حاضرِهِ
ما رامَ حُرّيّةً إلا لموطنِهِ
فلمْ يغِبْ عن دعاءٍ في شعائرِهِ
وقصّةُ العشقِ لمْ تُنشَرْ وقد كُتِبت
بعدَ التحرُّرِ يهديها لناشرِهِ
الرابط المختصر: https://palfcul.org/?p=9406