9 December, 2024

أحلام عارية – قصيدة للشاعر محمد أحمد حسن

ما زلتُ أحلمُ بالجلاءِ

ما زلتُ أحلمُ أن يعودَ ربيعُ عمري للوراء

فأبيعُ أثوابي مُطيعاً بأسواقِ الشَّقاءِ

وأعيشُ عُمري

تحتَ أطلالِ الطلاسمِ والمخاوفِ والشتاءِ

في كلِّ شبرٍ خَانني زهرُ النَّقاءِ

في كلِّ زاويةٍ ودربٍ قامرُوا بِدَمِي

  (مشبوهَ الدِّماءِ) فصرتُ

عُمري يخادعني

في كلِّ يومٍ يهتكوا عِرضي

ووجهي يسْتحي منهُ الحياء

وزمانُنا زمنُ التسكعِ والتعطشِ للدِّماء

الكلُّ يسبحُ في الدماء

وأنا أنقِّبُ في وجوهِ الناسِ عن بعضِ الدماء))

ما زلتُ أحلمُ بالجلاء

في كـــــــــــــــــــــــــــــلِّ شبرٍ ألفُ سجّانٍ

يبيعُ الكـُــــــــــــفرَ في كأسٍ مُضَاء

مازلتُ أصرخُ فى وجوهِ الناسِ

أحْملُ عُريَ نفسي

ووجهي المستعار

وأضمُ صخرَ قضيتي

فيُلقيني الجدارُ إلى الجدار

ومدينتي أمٌ عجوزٌ

يقتلُها لهيبُ الانتظار

والكلُ يقتلُه لهيبُ الصمتِ أو أَخْذُ القرار

كلُّ الوجوهِ تغيَّرتْ

وجهي يصورُ من همومِ قضيتي

 مليونَ وجهٍ مستعار

كلُّ الشوارعِ خانها ضوءُ الفنار

والكلُّ يصمتُ في انتظار

سنواتُ عمري عشتُها

ما زالَ سيفي صامتاً

والصمتُ عار

ما زالَ قلمي واقفاً

يشتاقُ كفَّاً أو شِعار

ما زالتِ الأوراقُ ترقصُ في يدي

وتخافُ أنْ تمسَ حروفَها أشلاءُ نار

ما زلتُ أصرخُ في وجوهِ الناسِ

أحملُ عريَ نفسي

فيلُقيني الجدارُ إلي الجدار

Font Resize