أجوب الأرض – قصيدة للشاعر صلاح الخضر ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
يصولُ الموتُ في وطني وأعدو
إلى حتفي الذي ما منهُ بدُّ
وخلفي أمَّةٌ مرئت صَغاراً
يسودُ عروشَها نذلٌ ووغدُ
أجوبُ الأرضَ أبحثُ عن مَنافٍ
تصونُ كرامتي.. لكن أُصَدُّ
فلا أرضي بها شامٌ لنجدٍ
ولا نجدٌ إذا استنجدتُ نجدُ
وحيثُ رحلتُ في وطني غريبٌ
فكلُّ مدينةٍ سجناً تُعدُّ
وكلُّ أخٍ مددتُ إليهِ كفّي
سوى الخذلانِ كفّاً لا يمدُّ
على ماذا أعوِّلُ في بلادٍ
خيوطُ خيامِها جوعٌ وبردُ؟
يموتُ عزيزُها كمداً وقهراً
ويخنقُ زهرَها سجنٌ ولحدُ
يسيلُ النفطُ فيها من عروقي
وليتَ نهورَها عطشي تسدُّ
أفيقوا إن يكنْ فيكم ضميرٌ
وفيكم نخوةُ الإسلامِ بعدُ
غداً لن ينفعَ الأعرابَ شعرٌ
ولا بالدّمعِ أرضٌ تُستردُّ
أعيرونا بنادقَكم وناموا
فلا عتبٌ على من لا يودُّ
وإن خفتم على عهدٍ مُذلٍّ
فما عهدي لكم في اللهِ عهدُ
تعدّونَ الجيوشَ لمن؟ أجيبوا
لمن؟؟ ولمنْ مقاصلُكم تُعَدُّ؟
تُدكّ عروشُكم ليلاً نهاراً
فأينَ جيوشُكم؟ لمَ لا تردُّ
أرى بوجوهِكم عشرينَ عاراً
وألفَ هزيمةٍ.. وعليَّ أُسْدُ
عباءاتٌ من العوراتِ حِيكت
فمن قُبُلٍ ومن دُبُرٍ تُقدُّ
تزيّنها نياشينُ التعرّي
وتسترُ معصماً ليُطِلَّ نهدُ
صحيحٌ أنّني في الحزنِ فردٌ
ولكنْ حينَ أنفرُ لا أُعدُّ
كعودٍ من ثقابٍ فيه نارٌ
أحرّقُ ألفَ غابٍ حين أبدو
أموتُ ولا يموتُ ليَ انتماءٌ
وأسبحُ في دمي وأظلُّ أشدو
محالٌ أن تروا منّي انكساراً
فعارٌ أن يسودَ الحرَّ عبدُ
فهذي الأرضُ لي ما دمتُ حيّاً
وليسَ يضيرُني جرحٌ وقيدُ
وإن يكُ فقدُ إخواني شديداً
ففقدُ كرامتي عندي أشدُّ
أُكِلتم قبلَ عَقدٍ مذ خُذلنا
وحانَ مصيرُكم فلتستعدّوا
أليس غدٌ لناظرِهِ قريباً؟
بلى… وبه سيفنى المستبدُّ
https://palfcul.org/?p=8771 الرابط المختصر