مر اليوم سريعا برفقة جدتي “حمدية”، وعندما حان موعد العودة إلى منزلنا في مدينة غزة، انتابني شعور الاغتراب والفقد و اشتقت أكثر لجدتي وهي تحضنني آخر الأحضان مودعة لنا وداعية الله وصولنا بالسلامة، لا تأتي جدتي إلى منزلنا ولا أذكر أنها أقامت عندنا لبعض الوقت! فهي ابنة الطين كما تقول ولا يربطها بالأسفلت أي رابط! تقيم في ريف جباليا منذ نعومة أظافرها وحكاياتها لا تنتهى عن الحرب وما أخذته منها وما أتت به!.
أحب النظر من نافذة السيارة، متناسيا أنني في حضرة عائلتي الصغيرة، فغالبا ما يحول أبي القيادة إلى الوضع الآلي و يستسلم للنوم بعد أن يضع قبعته على وجهه و يمد رجليه و يسند رأسه لوسادة مقعده!
أما والدتي فلا تكف في طلب خطوط هاتفية مرئية، فمرة تدق باب شقيقها في تل الهوى و مرة تجلس إلى صديقتها في كفر شوبا، و تتمشى مع شقيقتها الصغرى على شاطئ دير البلح، يرى والدي بأن التكنولوجيا قضت على الحميمية الأسرية، فيما تخالفه أمي الرأي وتعتقد بأن المراسلات المرئية بتقنية النانو قد جعلتها تنتقل من مكان لآخر في غضون دقائق وحتى أنها تشعر بنسيم البحر يلامس وجهها و بأشعة الشمس تلفح بشرتها و بحبات الرمل تعلق بين رؤوس أصابع قدميها! تختلف أمي وأبي كثيرا في شتى المسائل غير أنهما يتفقان في حكايات طوفان الأقصى الذي أصبح تاريخه 7أكتوبر عيدا وطنيا لكل أحرار العالم وعلى الخصوص الفلسطينيين، فجدتي حمدية تحمل اسم جدتها التي عايشت الحرب وهي بعمر الخامسة والسبعين وفقدت أبناءها و أحفادها في اجتياح غزة من طرف اسرائيل بقيادة المجرم نتنياهو عام 2024!
كان عمر جدتي حينها أربعة أشهر، قُتل والديها في حريق مخيم جباليا، حُملت الطفلة الرضيعة من مكان لآخر، وظلت جدتها تبحث عنها متناسية القصف والدمار مصممة على العثور عليها حية كانت أو ميتة، فيما كانت الجدة تنتقل من مكان لآخر من أجل حمدية كانت الرضيعة في حضن امرأة شابة نازحة من رفح فقدت ابنها الرضيع بسبب القصف، فكانت حمدية الرضيعة بمثابة تعويض جميل لها لبعض ، فأرضعتها من حليبها و ألبستها ملابس ابنها، بعد اسبوعين قُتلت المرأة في غارة ليلية غادرة ونجت الطفلة التي ظلت تبكي من الجوع،
أخذها أحد الرجال الذين ساعدوا في انتشال جثة المرأة الشابة، أين تكفلت بها شقيقته الأرملة التي قررت النزوح إلى مخيم جباليا مع أطفالها الأربعة، لم يكن هناك مكانا آمنا في غزة ولكن الناس تفر من الموت من مكان لآخر حتى تلقاه .
كان على الأرملة اطعام أربعة أفواه صغيرة بالإضافة إلى الطفلة الرضيعة التي لا تتغذى سوى على الحليب، لم يكن هناك أكل متوفر إلا ما تقدمه منظمة” الأونروا “التي شحت فيها المساعدات، وتعرضت طواقمها للاستهداف والقتل العمدي من طرف جنود الاحتلال، باتت الأرملة في قلق أكبر أمام صراخ الطفلة من ألم الجوع وعجزها في الحصول على الحليب، فلم تجد بديلا سوى الماء، فكلما جاعت أرضعتها بعضه وهي تذرف الدمع!
صدفة التقت الأرملة بعائلات من دير البلح وبينهم كانت هناك امرأة لها رضيعة فسألتها أن ترضع الطفلة القليل من حليبها كي لا تهلك من الجوع إلا أن توفر لها الحليب، وروت لها حكايتها فطلبت منها المرأة أن تعطيها الطفلة لترضعها إلى جانب ابنتها والتفرغ لأولادها، و هكذا أصبحت حمدية في أحضان امرأة أخرى، فظلت برفقة العائلة الصغيرة وهي تنتقل من مكان لآخر حتى جمعت مخيمات اللاجئين الجدة بالحفيدة وكأن الله سخر كل شيء من أجل عودة الرضيعة لحضن جدتها التي تعرفت عليها من صوت بكاءها في داخل أحد المخيمات.
عندما تبدأ جدتي في سرد قصص الحرب أرى أصابعها ترتجف و بريق عينيها يزداد و تردد في كل مرة ( لقد قتلونا بكل وسيلة ولم يتمكنوا منا)!
بعد كل زيارة لجدتي يصحو صوتي الداخلي ولا أستطيع إسكاته ففي الطريق أبدو صامتا هادئا متأملا شاردا في كل شيء يقع خارج نافذة السيارة، وداخلي ممتلأ بالضجيج فلا أجد سوى الانصات لما أقول:
بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال لازالت آثار الاحتلال و وحشيته آثار داعمة لهذه الأرض الطيبة، ويكفينا فخرا واعتزازا أننا جيل الاستقلال نحمل أسماء أبطال المقاومة، فجدتي لن تغفر لأي واحد من أبنائها وبناتها بأن يمنح اسما خارج أسماء أبطال الثورة.
توقفنا عند حاجز أمني في شارع عمر المختار وبعد إطلاع رجل الأمن على أوراق والدي، نظر إلينا، ابتسم وقال: الفضول يقتلوني لأعرف أسماء أبناءك يا أبو عبيدة ؟!
أشار والدي إلي وقال: هذا يحي ابراهيم! فحركت رأسي مبتسما وقال صوتي الداخلي معقبا: أحمل اسم البطل والأديب يحيى ابراهيم السنوار الذي حير قادة الاحتلال وأدخل في قلوبهم الرعب،
غمز لي رجل الأمن وقال: كانت له عيون قاتلة كعيونك تماما.
ثم قال والدي وهذا ابني الأوسط واسمه اسماعيل عبد السلام،
فأضاف صوتي الداخلي: شقيقي الأوسط يحمل اسم إسماعيل هنيّة، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” فقد ستة من أبنائه وأحفاده في غارات إسرائيلية على غزة إبان حرب “طوفان الأقصى”.
وأضاف والدي وهذا أصغرهم وهو ياسين.
وعقب صوتي الداخلي: هو يحمل اسم الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس الذي قُتل قبل الحرب بسنوات إلا أن اسمه شارك في الحرب، كقذيفة قطعت رؤوس جنود الاحتلال، وباتت قذيفة الياسين 105 لها شهرتها بعد أن اصطادت عدد هائل من ذبابات الميركافا الإسرائيلية أثناء الحرب .
أعاد الشرطي اللوح التعريفي لوالدي وقال: تفضل يا أبا عبيدة وعيد استقلال مجيد أيها الأبطال.
فجأة توقفت القيادة الذكية وراحت السيارة تنزلق و تطلب من أبي استلام مهمة السياقة وما إن كاد الإمساك بالمقود حتى خرجت السيارة عن الطريق، رحنا نصرخ ووالدتي تردد ( يا الله … يا الله …) وأبي يرمي بكل قوته وتركيزه على المقود، بعد دقائق من الهلع شعرنا بارتطام قوي وتوقفت السيارة أخيرا.
تنفس والدي الصعداء والتفت إلينا يلمسنا واحدا بعد آخر وهو يقول: أنتم بخير… لا تخافوا ! أمسكت أمي بشقيقي وسحبته إلى حضنها وما إن استقر بين ذراعيها حتى شعرنا بأن السيارة عادت للانزلاق وحينها فقط صرخ والدي بأن: تمسكوا…
احتضنت أخي اسماعيل و وأغمضت عيني وظلت السيارة تنزلق حتى شعرت بارتطام قوي جدا…
فتحت عيني فوجدتني تحت شجرة في غمرة الظلام والصمت الرهيب يحوط الغابة ، كان رأسي يؤلمني بشدة وشعرت بألم في رقبتي ورجلي، حاولت الوقوف وناديت بأعلى صوتي: أبي… أمي أين أنتما! فلم أسمع ردا شافيا مطمئنا، شعرت بالخوف والقلق فناديت مرة وثانية وثالثة ومشيت دون وجهة، أردت البكاء، ناديت على إخوتي، على جدتي، على أي أحد قد يسمعني فلا من مجيب! كنت أمشي حينا وحينا آخر أنظر إلى السماء و أقول: يا رب…
فجأة سمعت شيئاً يتحرك بين الشجيرات ولم أتبينه من شدة الظلام، فجأة انزاحت العتمة وحل محلها بعض النور، فرفعت رأسي للسماء فإذا بسحابة كبيرة تتحرك ببطء فاسحة المجال للقمر الذي ما بخل بضوئه، فابتسمت باكيا سعيدا من عطايا الله، واقتربت من الشجيرات فإذا بأخي إسماعيل يرقد هناك، فأسرعت إليه، احتضنته، قبلته، ورحت أفحص جسده إن كان قد أصيب فرأيت بعض الدماء على مؤخرة الرأس، نزعت قميصي و لففته على رأسه، وعندما فتح عينيه بدا عليه الانزعاج وقال: دعني وشأني … دعني أنام! فضممته لي وقلت: عليك أن تستيقظ يا إسماعيل
وبينما كنت أحاول أن أشرح له الحادث الذي وقع لنا وكيف تشتت شملنا في هذه الغابة، سمعنا عواء ذئب يأتي من مسافة قريبة، فنهضت مسرعا و أخذت بيديه وأخفيته ورائي وهمست له: إسماعيل سيكون عمرك بعد أيام قليلة خمسة أعوام كاملة، وهذا يعني أنك قد أصبحت رجلا صغيرا، عزيزي والرجال لا تخاف من شيء سوى من الله
قبل أن أكمل كلامي قاطعني: أنا جائع
فقلت هل سمعت صوت الذئب!؟
أومأ لي برأسه
فقلت : إنه يبدو جائعا أيضاً، علينا الهرب قبل أن نصبح وجبة عشائه!
ابتسم إسماعيل وانطلق فجأة وهو يقول: هيا نهرب من الذئب يا يحيى .
علمت بأنه يعتقد بأنني ألاعبه فلحقت به وأمسكت برأسه بكلتا يدي ووضعت وجهاً بوجه وقلت بجدية وحزم: نحن لا نلعب يا إسماعيل … نحن في خطر اتبعني ولا تحدث صوتا!
فقوّس حاجبيه وقال: هل تحاول إخافتي يا يحيى!؟
قلت : لا … أحاول أن نخرج من الغابة سالمين ونعثر على والدنا وياسين…
فنظر يمنة ويسرة وقال: هل أكلهما الذئب!
قلت: لا… إنهم في مكان ما هنا… لنذهب إليهم ولكن في هدوء وصمت وشجاعة
فأومأ لي برأسه، منحته قبلة على جبينه ومشيت أمامه وهو يمسك بيدي، شعرت بمسؤولية مضاعفة في حماية شقيقي ، وما إن مشينا قليلاً حتى سمعنا مجددا عواء الذئب وبدا لي قريبا منا! فهلعت و أصابني الخوف بالجمود للحظات ورحت أتذكر ما أعرفه عن الذئاب، فتحدث صوتي الداخلي في عجالة وكأنه صاحب الذئاب لأعوام: الذئب صاحب غارات وخصومات وهو غدار في بعض الأحيان، يوصف بأنه يقتنص فرصته جيداً ويتحين الفرصة للافتراس والإغارة وهو شديد الحرص، ومن عادته أن يخرج إلى الافتراس عندما يحل الليل! فارتعبت وقبضت على صدري ولكن صوتي الداخلي لم يتوقف في تخويفي أكثر وأضاف:
الذئب يقطع مسافات طويلة من أجل غذائه، ويضرب به المثل في الخبث، والغدر وسوء الطبع لأنه قد لا يتوانى عن الفتك بذئب آخر ولو من قطيعه والنيل منه !
أغمضت عيني من هول ما أسمع و أردت أن أسكت صوتي فحركت رأسي يمنة ويسرة ولكن دون جدوى وأضاف: وإنه يشتم رائحة دم البشر على بعد أميال بالصحراء وأن الانسان إذا أصيب وخرج منه دم يصبح هدفا للذئب لا يستطيع الخلاص منه بسهولة ولا يأكل الجيفة مهما كان جوعه.
فنظرت إلى رأس أخي و مشيت مسرعا أجره من ورائي، كان علي التفكير بسرعة بطريقة تنجينا من مخالب الذئب، توقفت وحفرت الأرض بأظافري و نزعت قميصي عن رأس إسماعيل ووضعت على دماءه بعضاً من التربة آملا أن تذهب رائحة الدم عن أنف الذئب، ثم مرغت قميصي في التراب وأعدته لرأسه وطلبت منه الإسراع في المشي.
مشينا قليلاً وإذا به يتوقف حاولت حثه على التقدم ولكنه رفض بحجة أنه جائع ولا يمكنه المشي أكثر بسبب التعب، فركعت أدرت له ظهري وطلبت منه الصعود لأحمله، ومشيت به مسافة معتبرة حتى خارت قواي أين أنزلته عند شجرة عملاقة تكاد تحجب السماء عنا، ورحت أسترد أنفاسي
وعندما قمت وأردت مواصلة حمله والتقدم، سبقني بخطوات وانتصب في مكانه وراح ينظر إلى الأمام وهو يشير بيده ثم نظر إلي وقال: الذئب!
اقتربت منه ورأيت الذئب وامتداد ظله يكاد يصل إلينا، فسحبت إسماعيل وعدت إلى جذع الشجرة ونظرت إليها وتلاشت فكرة صعودها لأنها عالية جدا وجذعها مستقيم فرحنا ندور بالشجرة وعيني منصبة على ظل الذئب الذي تحرك ببطء اتجاهنا، رأيت فتحة في الشجرة فأدخلت رأسي اتبين عمقها غير أني لم أرى شيئا! فبحثت في جيبي عن أي شيء يمكن أن يساعدني، فما عثرت سوى على قطع نقدية ضعتها جدتي حمدية في جيبي وهي تحضنني، فأخذت قطعة ورميت بها هناك فسمعت صوت ارتطامها بالجذع وبدا قريبا! نزلت على قدمي حتى طول إسماعيل وقلت سوف نلعب الآن مع الذئب، فابتسم وحرك رأسه بالموافقة
فقلت: سوف أحملك وأضعك داخل هذه الشجرة لكي لا يراك الذئب، وسوف تلزم الهدوء حتى يذهب ولا يراك، وأنا سوف اختبئ في شجرة أخرى…
كنت أراقب الذئب بتتبع ظله وما إن رأيته يتحرك باتجاهنا وبأنه رآنا حملت إسماعيل وأنزلته داخل الجذع و وضعت بعض الأعشاب التي اقتلعتها في عجالة على الفتحة وهمست: لا تحدث صوتا سوف أعود..
وكنت افكر في الجري مبتعدا عن المكان علا الذئب يتبعني وأبعده عن أخي ولكني تفاجئت بانه يحاصرني عند جدع الشجرة، ففشلت خطتي ألف وكان علي بالخطة باء التي ما فكرت فيها قبل استعمالي ليدي ورجلي في تسلق الشجرة العملاقة، وما كنت أحسبني متسلقا بارعا للأشجار كما فعلت، بعد أن شعرت بأن الذئب يجري بأقصى قوته نحوي، صعدت الشجرة والتففت على أحد اغصانها كطائر صغير وجلست عليه وأجزم أن دقات قلبي سمعتها كل حيوانات الغابة من أصغرها حجما إلى أكبرها!
لم يحاول الذئب التسلق ولكنه ظل يدور بالجذع حتى كاد أن يصبني بالدوار وكنت اصيخ السمع علني أسمع أنفاس إسماعيل ولكن لا تصلني! نظرت من حولي فلم أجد سوى الأشجار يعانق بعضها بعضاً والسماء صافية تزينها نجوم مجتمعة ومنفردة ونسيم عليل أشعرني بالانتعاش وأذهب عني قليلاً من الخوف، وفاجأني الذئب بعوائه فكدت أفقد توازني وسمعت صوت بكاء إسماعيل، فصحت بأعلى صوتي: لا تخف أنا معك!
فتوقف عن البكاء ومرت الساعات أين تحركت النجوم من مكانها و غيرت الظلال وجهتها وسمعت صوت شخير إسماعيل ففرحت لذلك، كان كل شيء جميلا من علو الشجرة حتى القمر بدا قريبا وكأنه مصباح يزين السماء، حتى الذئب بات صغير الحجم لا يثير أي خوف، ولكنه كذب ظني وراح يحاول الوصول لشقيقي وهناك شعرت بالخوف الشديد، فالفتحة ليست بعيدة كثيرا عن مخالب الذئب وفي إمكانه القفز وخفت أكثر أن يستيقظ إسماعيل ويحاول الخروج وهناك يأكله الذئب، حاصرتني مخاوفي من كل جهة ولم أجد سوى التفكير في مواجهة الذئب والتوقف عن الهرب ولم شمل عائلتي المتفرقة في الغابة بعد الحادث!
غيرت مكاني ورحت أستطلع ماذا يوجد وراء الشجرة فرأيت قمرا آخر على الأرض، لوهلة شعرت بغباء الفكرة ثم سرعان ما اكتشفت بأنها صورة للقمر وبأن هناك ماء و لأني لا أسمع صوت خريره استنتجت بأنها بحيرة!
قبل أن أعود لمكاني جاءني صوت إسماعيل مناديا و شعرت بأنه ينزع العشب عن فوهة الفتحة، و الذئب تحرك باتجاهه، فصحت عليه بأن يلزم مكانه و نزلت قليلاً من الشجرة، فانتبه لي الذئب ولكن إسماعيل ما توقف عن الحركة والصراخ فإذا بي أقفز وراء جذع الشجرة وأعدو كأني عداء يطارده منافسوه، شعرت بالذئب ورائي ووصلتني رائحته، وعندما وصلت البحيرة زدت من سرعتي و درت بها نصف دورة ووقفت عند المنتصف ومددت يداي كأنني نورس يستعد للتحليق، وصل الذئب وقابلني في الجانب الآخر من البحيرة تكاد أنفاسه تطبق على رقبتي، شعرت بعيونه تخترق عظامي و شعرت بخوفه من نظارتي أيضاً، بقينا لمدة نحدق في بعضنا بعضاً وننتظر من المبادر بالهجوم، حين سمعت إسماعيل يعدو باتجاهه جريت نحو حافة البحيرة ولأنه رأى صورته انقض على نفسه و سقط في البحيرة وتراجعت عن الحافة ورحت أراقبه والرعب قد تمكن منه وراح يصارع الموت للحظات طويلة.
احتضنت إسماعيل وكان الصبح قد كشف أسرار الغابة وما إن أغلقت عيني لبعض الوقت حتى وجدت رجال الأمن من حولنا ووالدي و ياسين.
والذئب ميت عالق في أشجار البحيرة فقال رجل الأمن: يا إلهي إنه نتنياهو! هل قتلتم أمكر ثعلب في الغابة!
فقلت مستغربا: ألم يكن ذئبا!؟
أومأ إسماعيل برأسه وقال: نعم…أنا قتلته.
https://palfcul.org/?p=14067 رابط مختصر